موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH يرحب بكم
عزيزى الزائرالزائرة :
إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدانا وترغب بالتعرف على المزايا عليك الضغط على المنتدى وإذا رغبت وأحببت الإنضمام إلى أسرة المنتدى ينبغي عليك التسجيل معنا أولآ بالضغط هناعلى التسجيل حتى تتمكن من المشاركة معنا في الموقع . ..
أما إذا كنت احد اعضائنا فسجل الدخول
إدارة المنتدى
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH يرحب بكم
عزيزى الزائرالزائرة :
إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدانا وترغب بالتعرف على المزايا عليك الضغط على المنتدى وإذا رغبت وأحببت الإنضمام إلى أسرة المنتدى ينبغي عليك التسجيل معنا أولآ بالضغط هناعلى التسجيل حتى تتمكن من المشاركة معنا في الموقع . ..
أما إذا كنت احد اعضائنا فسجل الدخول
إدارة المنتدى
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH

عام لكل عائلات مطر المكية AL-MATTAR-MAKKAH
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول





 

 تاريخ مكة المكرمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 447
تاريخ التسجيل : 01/10/2009
العمر : 46
الموقع : http:\\matar.lifeme.net

تاريخ مكة المكرمة Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ مكة المكرمة   تاريخ مكة المكرمة Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 20, 2009 7:26 pm


Mecca; Makkah; Mekkaتاريخ مكة المكرمة Makka_map تقع مدينة مكة المكرمة في إقليم الحجاز على بعد حوالى 72 كيلو متر شرق ميناء جدة (بالمملكة العربية السعودية) على ساحل البحر الأحمر
على خط عرض 27َ 21ْ شمالا، وخط طول 49َ 39ْ شرقا، ويذكر أنها سميت مكة لأن
الماء بها قليل، وقيل لأنها تمك الذنوب، وقد ذكرت في القرآن بعدة أسماء
أخرى هي بكة، والقرية، وأم القرى، والبلد الأمين.
نبذة تاريخية:
ترتبط
نشأة مكة بقصة سيدنا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام حيث أمر
الله إبراهيم أن يذهب بابنه إسماعيل إلى الوادي الذي أقيمت فيه مكة، وأن
يسكنه فيه، فامتثل إبراهيم لأمر الله ، وارتحل إلى ذلك الوادي ، وكان قفرا
خاليا من السكان ، وترك زوجه (هـاجر) وابنها الطفل (إسماعيل) في هذا
المكان الذي لم يكن فيه ماء وإنما نبع الماء من بين أصابع إسماعيل بعد أن
يئست هاجر من وجوده وهي تسعى باحثة عنه بين صخرتي الصفا والمروة
من أجل إنقاذ ولدها، وكان وجود الماء في هذا المكان أمرا عجيبا، فجذب
القبائل التي كانت تسكن بالقرب منه، حتى أن قبيلة جرهم طلبوا من هاجر أن
ينتفعوا بماء زمزم، فأذنت لهم، وبدءوا يقيمون بيوتهم في هذا المكان، ومن
هنا كانت نشأة مكة، وفيهـا عاشت هاجر وإسماعيل بين قبيلة جرهم، وتزوج منهم
إسماعيل، وبذلك زحف العمران على مكة واتسعت وذاعت شهرتها بين المدن خصوصا
بعد بناء إبراهيم للبيت الحرام، وأصبحت مكة مكانا مقدسا ، وزادها الله
تشريفا بهذا البيت.
وقد قامت قبيلة جرهم بخدمة الكعبة ورعاية زوارها
حتى ضعفت وحل مكانها قبيلة خزاعة ثم قريش بعد ذلك بزعامة قصي بن كلاب الجد
الرابع للنبي، والذي أسس دار الندوة بالقرب من الكعبة ليتشاور فيها زعماء
قريش، وفي عام 571م. شهدت مكة حدثين عظيمين، أولها هزيمة أبرهة ملك الحبشة الذي ساق جنوده يتقدمهم فيل ضخم يريد هدم الكعبة، والثاني مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان لأهـل مكة منزلة عظيمة عند العرب، والعرب ينظرون إليهم نظرة تقدير
واحترام ويرونهم قادة وسدنة المركز الديني بصفتها مشرفة على مصالح
الوافدين إلى البيت الحرام، وظلت مكة تحتفظ بمكانتها حتى جاء الرسول صلى
الله عليه وسلم ودعاهم إلى عبادة الله عز وجل وترك عبادة الأوثان حتى خرج
منها مهاجرا إلى المدينة بعد ثلاثة عشر عاما، ثم عاد فاتحا لها دون قتال،
وطهر البيت الحرام من الأصنام التي كانت محيطة به، ومن هـذا التاريخ أصبح
لمكة مكانة في قلوب المسلمين في أرجاء الأرض وذلك لأن بها البيت الحرام
الذي يتوجه إليه الناس في صلاتهم، ويقصدها الناس لحج بيت الله الحرام.
وقد
ظل حال مكة مستقرا طوال عهد الرسول صلى الله عليم وسلم ومن بعده الخلفاء
الراشدين، ومع انتقال مركز الخلافة إلى دمشق في عهد الدولة الأموية كانت
مكة تتمتع بهدوء نسبي.
وفي مطلع القرن الرابع الهجري / العاشر
الميلادي قامت ثورة علوية بزعامة محمد بن سليمان من آل الحسن في مكة
المكرمة وأعلن نفسه خليفة على أرض الحرمين، ففي موسم الحج عام 301هـ/ 914م
انتهز فرصة تجمع الحجيج واستولى على الإمارة التي كانت بيد الوالي العباسي
وأعلن نفسه خليفة.
ولم يلبث أن تعرض الحجاز إلى هجوم خطير من جانب القرامطة دعاة الفاطميين في شرق الجزيرة العربية
ففي عام 317هـ/ 929م دخل القرامطة مكة بقيادة أبي طاهر القرمطي واستطاعوا
هزيمة ابن محارب الوالي العباسي على مكة الذي لم يستطع لهم وقفا وانتهى
الأمر بقتله واستولى القرامطة على مكة، وما لبث أن عد الخلفاء العباسيون
العدة للقضاء على القرامطة وبذلك عاد نفوذ العباسيين وأقيمت الخطبة فيها
للخليفة الراضي وكان ذلك عام 337هــ/ 949م وقد أسند الخليفة الراضي ولاية
الحرمين إلى والي مصر
محمد بن طغج الإخشيدي، ولم تدم ولاية الحجاز طويلا للإخشيديين فعندما حاز
بنو بويه على السلطة في مقر الخلافة العباسية وصارت الأمور إليهم وأصبح
يذكر أسماؤهم مع الخليفة العباسي على منابر مكة.
وعندما تم الغزو
الفاطمي لمصر عام 358هـ/ 969م أعلن كبير الأشراف الحسنيين جعفر بن محمد بن
الحسين من بني سليمان من آل الحسن بن علي بن أبي طالب استقلاله بإمارة مكة
والدعوة للحاكم الفاطمي في خطبة الجمعة، وفي عام 384هـ/ 994م تولى أمر مكة
الشريف
أبو الفتوح الحسن بن جعفر الذي بدأ عهده مخلصا للفاطميين وما لبث أن خرج
عن طاعة الحاكم بأمر الله الفاطمي عام 400هـ/ 1010م وتم هذا بإغراء من
الوزير أبي القاسم حسين بن علي المغربي الذي خرج عن طاعة خلفاء البيت
الفاطمي وجعله ينتحل لقب الخلافة وأخذ له البيعة من قبائل بني سليم وبني
هلال وبني عوف وبني عامر، ثم أصدر الخليفة الحاكم بأمر الله أوامره بعزل
أبي الفتوح عن ولاية مكة وتعين ابن عمه أبي الطيب داود، ثم تنازل أبو
الفتوح عن دعوته بالخلافة مقابل عزل أبي الطيب عن ولاية مكة وعودتهـا
إليهـا وكان ذلك عام 403هـ/ 1013م وظل مواليا للحكام الفاطميين حتى توفي
عام 430هـ/ 1039م وبعد وفاة أبي الفتوح خلفه ابنه شكر الذي لقب بتاج
المعالي لما تمتع به من شجاعة وقوة لتأديبه القبائل المتمردة عليه حتى لقب
بملك الحجاز، واستمر في ولائه للبيت الفاطمي حتى عام 453هـ/ 1063م.
وبعد
أن أنهى صلاح الدين الأيوبي الحكم الفاطمي في مصر عام 567هـ/ 1172م أخذ
يتطلع إلى مد نفوذه إلى بلاد الحجاز، وقد شجع صلاح الدين على تحقيق ذلك
عدم استقرار الأمور ببلاد الحجاز بالإضافة إلى ضعف أمراء مكة وانحيازهم
تارة إلى الخلافة العباسية وتارة إلى الحكم الفاطمي ، وفي ذلك الوقت وصلت
حملة صلاح الدين إلى الحجاز ثم اليمن
بقيادة أخيه توران شاه عام 569هـ/ 1174م فدخل مكة دون قتال إذ رحب به
الشريف عيسى بن فليتة وأعلن دخوله في طاعة صلاح الدين وتعهد بالخطبة له
بعد الخليفة العباسي.
ولم يعمد الأيوبيون
إلى تغيير نظام الحكم القائم بالحجاز أو استبدال الامراء بغيرهم إنما
أقروا الهواشم ثم بني الحسن على التوالي في إمارة مكة، وقد وصل النفوذ
الأيوبي ذروته بمكة على يد الفرع الأيوبي باليمن وذلك عندما قام الملك
المسعود الأيوبي بتولية نور الدين عمر بن رسول نائبا عنه في مكة وجعل له
ولاية الجند ومدير أموالها، وعندما تولى عمر بن رسول ملك اليمن صارت مكة
تابعة لنفوذه دون الأيوبيين في مصر والشام وبدأ حكم بني رسول في اليمن
ومكة.
وقد ظلت الحرب سجالا بين الأيوبيين وبين بني رسول حتى سقطت الدولة الأيوبية
في مصر عام 647هـ/ 1250م وقامت دولة المماليك وكان يتولى أمر مكة في ذلك
الوقت الملك المظفر شمس الدين يوسف بن رسول الذي وطد سلطانه عليها في أول
حكمه بسبب انشغال المماليك في تثبيت دعائم دولتهـم ضد الأخطار الداخلية
والخارجية، ثم تلا ذلك سقوط الخلافة العباسية على يد المغول عام 656هـ/
1258م.
وفي عام 923هــ/ 1517م. وصلت الحجاز أنباء انتصارات سليم الأول
العثماني في مصر وتغلبه على سلطان المماليك الشراكسة قانصوه الغوري في
موقعة مرج دابق ،وكان يعتزم متابعة زحفه إلى الحجاز وضمها إلى سلطنته فلما
جاءه وفد الحجاز وقدم له الطاعة بقيادة أبونمي بن بركات عن منطقة الحجاز
كلها أصدر السلطان سليم مرسوما ثبت الشريف بركات أميرا على مكة وما تبعها.

وفي عام 1041هـ/ 1632م. نشب صراع على الإمارة بين أبناء الأسرة
الحاكمة في مكة (آل الحسن) وحدثت معركة الجلالية ونتج عن ذلك دخول الأتراك
مكة وتولى إمارتها الشريف نامي، ثم خرج منهـا في نفس العام ودخلها الشريف
زيد بن محسن في موكب حافل تتقدمه صناجق الأتراك ونزل دار الإمارة وأرسل
مناديه بالأمان وأنه منذ اليوم حاكم البلاد.
وفي عام 1095هـ/ 1684م. تولى إمارة مكة الأمير أحمد بن زيد الذي كان مقيما في تركيا
والذي جاء من اجل إنهاء الصراع بين شرفاء مكة وإبعادهم عن إمارتها وكان
ذلك بأمر الخليفة العثماني محمد الرابع، وعندما مات أحمد بن زيد عام
1099هـ/ 1688م. اتفق أعيان مكة على تولية ابن أخيه سعيد بن سعد بن زيد
وكتبوا بذلك لدار الخلافة، وانتهـز الفرصة الشريف أحمد بن غالب فكتب إلى
والي مصر يطلب تعيينه في الإمارة فأرسل والي مصر إلى والي جدة بموافقته
على توليته ورفض الشريف سعيد التولية وكادت تقع معركة كبيرة في شوال عام
1099هـ/ 1688م. لولا أن الشريف سعيد قرر في آخر الأمر الانسحاب ومغادرة
البلاد وما لبث الأمر السلطاني أن ورد من دار الخلافة يقر الشريف أحمد بن
غالب.
وفي عام 1186هــ/ 1772م تولى الشريف سرور الولاية على مكة وكان
عهده من الفترات المزدهـرة في التاريخ المحلي والإقليمي الحديث لكل من مكة
والحجاز، إذ امتاز عهده بالسلم والأمان والعدل والرخاء قياسا لما سبقه من
عهود شريفية أخرى.
وفي عام 1271هــ/ 1855م ولد في إستانبول
الشريف حسين بن علي الذي تولى الشرافة على مكة في عام 1326هـ/ 1908م، وقد
كانت له مطامع لأن يصبح ملكا على العرب، وفي سبيل ذلك تحالف الشريف حسين
بن علي مع القوات البريطانية من أجل إخراج العثمانيين من الشام ومن البلاد
العربية، فقام بما أطلق عليه في التاريخ الثورة العربية الكبرى ضد دولة
الخلافة وبالفعل نجح الشريف حسين وحلفاؤه من الإنجليز من هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، ونتج عن ذلك سقوط الخلافة على يد أتاتورك وتخلي إستانبول عن دورهـا التاريخي في قيادة العالم الإسلامي.
فتفككت بذلك الدولة الإسلامية الكبرى ولم يحصل الشريف حسين على ما وعده به
حلفاؤه من الإنجليز والفرنسيين وبقي كما هو أميرا على مكة والحجاز.
ولم
يدم هذا المنصب كثيرا للشريف حسين، فقد جاءت نهاية فترة الأشراف كزعماء
لمكة والحجاز حيث التقت القوات السعودية (اتباع ابن سعود من بلاد نجد)
بقيادة خالد بن لؤي مع قوات الشريف حسين بن علي التي كان يقودها بنفسه
وذلك في 26 أيلول/ سبتمبر 1924م/ 1342هــ. فانكسرت قوات الشريف حسين
وتنازل عن العرش منسحبا نحو العقبة، ودخلت القوات النجدية (السعودية) مكة
المكرمة في 4 كانون الأول/ ديسمبر عام 1924م/ 1342هــ. ثم طلب الشريف علي
بن الحسين من المعتمد البريطاني أن يتوسط بينه وبين آل سعود وعقدت اتفاقية
بين الجانبين تنازل فيها الشريف على عن الحجاز، ونودي بابن سعود في
1344هـ/ 1926م بمكة ملكا علي البلاد الحجازية بعد إدماجهـا ببلاده القديمة
لتولد المملكة العربية السعودية. وقد ظلت مكة المكرمة تحت سيادة البيت السعودي منذ هذه اللحظة وحتى وقتنا الحالي.
المعالم الحضارية:
تحيط الجبال
بمدينة مكة من جميع النواحي ، وهي حارة في الصيف إلا أن ليلها طيب،
وعرضهـا سعة الوادي، والمسجد في ثلث البلد، والكعبة في وسط المسجد، وموقع
مكة يجعل منهـا ملتقى للطرق التجارية، فهناك طريق يؤدي إلى الشام شمالا
وهناك طرق تتجه شمالا مخترقة سلسة جبال السراة إلى العراق، وطرق تؤدي إلى اليمن، وأخرى تصل مكة بالبحر الأحمر.
وقد استفادت مكة من موقعها الجغرافي في منتصف طريق التجارة، وبوجود البيت
الحرام بها، ولما كانت بلدا غير ذي زرع فقد اعتمدت على التجارة وما يجلب
لها من الخارج، وقد كانت مكة قبل القرن السادس الميلادي تقتصر على التجارة
الداخلية حيث كان النشاط التجاري الخارجي في يد اليمن، وكان أهل مكة
يتجرون في حاصلات الجزيرة العربية، أو ما يصل إلى أيديهم من عروض التجارة
الخارجية على يد تجار اليمن، ولم تكن مكة تجني من وراء ذلك أرباحا كبيرة
تمكن أهلها من إحراز ثروة كبيرة، إنما كانت تسمح لهم بالإعاشة.
ولكن
في بداية القرن السادس الميلادي كانت حالة اليمن قد تدهورت نتيجة للصراع
الداخلي بسبب الخلاف الديني لانتشار اليهودية والنصرانية فيها والتنافس
بين الدينين، ونتيجة لوقوعهـا في منطقة التصارع الدولي بين الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية البيزنطية،
وقد استخدمت الأخيرة الحبشة حليفتها لإقرار النفوذ الرومي على جنوب بلاد
العرب عن طريق غزو اليمن حيث تكررت غزوات الحبشة على اليمن حتى سقطت في
يدها في النصف الأول من القرن السادس الميلادي، وقد استمر حكم الحبشة
لليمن حتى أخرجهم منها الفرس في حوالي سنة 575م، ولم تتحرر اليمن من
الاحتلال الأجنبي إلا بعد ظهور الإسلام وانضمامها إلى الدولة الإسلامية.
وقد أدت كل هذه الظروف إلى أن تفقد اليمن مركزها التجاري، وصحب هذا ظهور
نهضة القبائل المضرية في الشمال، والتي ما لبثت أن تحررت من نفوذ الجنوب،
وبدأت تقوم بدور إيجابي في الجزيرة العربية.
وكانت مكة في ذلك الوقت
قد حظيت بنوع من الاستقرار والتنظيم على يد قبيلة قريش، التي نظمت الحج
ونشطت القدوم إلى هذه البقعة المتوسطة، وأقرت حرمتها وحرمة الأشهر الحرم
للقدوم إليهـا والتجمع في أسواقها، كما أخذت قريش تحتل المكانة التجارية
التي كانت تحتلها اليمن، واحتلت مركز الوسيط المحايد لنقل التجارة بين
الشمال والجنوب، وأخذ رجالهـا عهـودا من الدول للمتاجرة في أراضيها لتسمح
لتجار قريش أن يدخلوا بلادها في سلام، وقد قام بهذا الدور أبناء عبد مناف
هاشم وإخوته الذين كانوا أصحاب النفوذ الأقوى في قبيلة قريش.
وقد كان
هاشم رجلا حكيما نشيطا، استطاع أن يقوم على ترتيب القوافل التجارية، فجعل
لهـا رحلتين في السنة رحلة في أشهر الصيف إلى الشمال، ورحلة في أشهر
الشتاء إلى الجنوب، وقد عمل هاشم على تأمين طرق القوافل بما عقده من
محالفات مع رؤساء القبائل الضاربة على جنبات طرق التجارة، فكان يحمل لهم
تجاراتهم دون أجر؛ وبذلك ربط هاشم مصالح القبائل الاقتصادية بمصلحة مكة،
وكون بذلك شبكة تجارية تربط مكة بما حولها، وبذلك أخذت قريش تسيطر شيئا
فشيئا على التبادل التجاري بين الشمال والجنوب، وعظمت قوافلها حتى لتبلغ
القافلة الواحدة خمسمائة وألفي بعير تحمل عروض التجارة المختلفة.
وكانت القوافل تحمل حاصلات الجنوب؛ فتحمل من حاصلات الهند
المنتجات التي ترد إلى موانئ الجنوب، وأهمهـا الذهب والقصدير والحجارة
الكريمة والعاج وخشب الصندل والتوابل كالبهـار والفلفل ونحوهـا،
والمنسوجات الحريرية والقطنية والكتانية والأرجوان والميعة والزعفران
والآنية من الفضة والصفر النحاس و الحديد ، كما تحمل من حاصلات إفريقيا الشرقية والأطياب وخشب الأبنوس وريش النعام والجلود والذهب والرقيق.
كما تحمل من حاصلات اليمن البخور واللبان والمر واللادن والعطور والحجارة
الكريمة كاليشب والعقيق والجلود ذات الرائحة الطيبة، ومن حاصلات جزر سقطرة
العود والند، ومن البحرين
اللؤلؤ ، وتحمل من الشمال القمح والدقيق والزيت ومصنوعات فينيقيا، هذا
بالإضافة إلى ما تحمله من حاصلات بلاد العرب نفسها من الزيت والبلح والقزط
والصوف والوبر والشعر والجلود والسمن.
وكان تجار مكة يحملون هذه
البضائع إلى الشمال والجنوب في رحلات الصيف والشتاء، وكانت البضائع تفرغ
في مكة ثم تخرج منها في القوافل إلى الجهات الأخرى.
وقد اعتمد الروم
على تجارة مكة إلى حد كبير، وخصوصا بعد أن احتدم الصراع بينهم وبين الفرس،
وأصبح الفرس يسيطرون على التجارة الواردة عن طريق الشمال المار بخليج
العرب ثم العراق، ويمنعونها من الوصول إلى أيدي أعدائهم أو يبيعونها إليهم
بأثمان باهظة، فكانت بيزنطة تعتمد على تجارة مكة وخاصة الحرير.
وكانت القوافل التي كانت تقصد الشام تتسوق من أسواق عينتها لها الحكومة البيزنطية؛ لتحصل منهـا على الضرائب ولتراقب الوافدين الأجانب إلى بلادها، فكانت تنزل أيلة ومنها إلى غزة حيث تتصل بتجار البحر المتوسط، ومن غزة يذهب بعض التجار إلى بصرى وإلى بيت المقدس.
كما كان لمكة صلات قوية بالحبشة عن طريق البحر الأحمر، حيث كان أهل مكة
يستعملون البحر في نقل متاجرهم إلى الحبشة عن طريق ميناء الشعيبة، إليها
ترد السفن قبل جدة ثم أخذت جدة موضعها في عهد الخليفة عثمان بن عفان أو
بعض موانئ اليمن القريبة.
ولم تكن قوافل مكة تجارة أفراد وإنما كانت
تجارة مدينة، وكانت قريش كلها تشارك فيهـا، وكان كبار التجار يقومون على
هذه القوافل التي تضم أموالا لأفراد متعددين، منهم من يسافر على تجارته،
ومنهـم من يستأجر آخرين ومنهم من يقرض ماله للمتاجرة على النصف، وأحيانا
كانت القافلة تحمل أموالا لأهل مكة جميعا.
وقد عمل بالتجارة نساء
أيضا، فكان منهن ثريات اشتغلن بالأعمال التجارية، مثل السيدة خديجة بنت
خويلد التي كانت تتجر بمكة وكانت تستأجر الرجال للسفر بتجارتها إلى الشام،
ومثل الحنظلية أم أبي جهل التي كانت تتاجر في العطور تجلب لها من اليمن.
وكان
النقد المتداول عند تجار مكة هو الدينار والدرهم، والدينار عملة ذهبية
والدرهم عملة فضية، وكان التعامل بهما دارجا في الشام والعراق ومصر، وقد
عرفهما أهل الحجاز وتعاملوا بهما، وكان أهل مكة يملكون ثروة كبيرة من هذه
العملة.
المساجد: وتعد ديار مكة معلم من معالم الحضارة الإسلامية لما
فيها من آثار ومعالم ترتبط بتاريخ الإسلام ارتباطا وثيقا وفي مقدمة هذه
المعالم والآثار بيت الله الحرام الذي بناه سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل
استجابة لأمر الله تعالى، وهو قبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم، كما
يحج ملايين المسلمين إليه كل عام.
ويوجد في مكة أكثر من مسجد له
تاريخ عريق أهمها على الإطلاق المسجد الحرام وكذلك مسجد الراية الذي ركز
الرسول صلى الله عليه وسلم فيه الراية يوم فتح مكة، ويقع حاليا في شارع
الغزة، ومسجد أم المؤمنين عائشة الذي يقع عند حدود الحرم في الشمال الغربي
لمكة، وكذلك مسجد نمرة
وفي منى أيضا مسجد البيعة، مسجد الخيف
وهو في الجهة الجنوبية من منى ويكون على يمين القادم من مكة وعلى يسار
القادم من عرفات، وكان في صحن المسجد بالقرب من جداره الشرقي قبة عظيمة
أقيمت فوق ثمانية عقود،وهي موضع الخيمة
التي أقيمت للنبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع والتي صلى فيها
الأوقات الخمسة من ظهر يوم التروية إلى فجر يوم عرفة، وقد أعيد بناء مسجد
الخيف على أحدث طراز وأعظم بناء فصار أكبر وأعظم ما كان عليه، أما مسجد
الكوثر فيقع في وسط منى على يمين القادم من مكة المكرمة.
دار الأرقم:
ومن المعالم الإسلامية البارزة دار الأرقم ابن أبي الأرقم التي دخلها
النبي مع الأوائل من المسلمين، وهـي دار في جوار جبل الصفا في أطراف مكة
بعيدة عن طرق القرشيين المعتادة، فاتخذهـا النبي مكانا آمنا لاجتماع
المسلمين الأوائل من أجل التخفي عن أعين قريش في بداية الدعوة حتى لا تحدث
مواجهة بين النبي وأصحابه وبين قريش، وذلك من أجل أن يعلمهـم النبي
الإسلام ويعدهم ويربيهم، وهذا المكان لم تستطع قريش أن تكتشفه على مدى
عامين.
غار حراء: من معالم مكة أيضا غار حراء وهو الذي كان يتعبد فيه
النبي صلى الله عليه وسلم وفيه هبط عليه الوحي، وهو يقع على جبل النور
شمال مكة على بعد خمسة كيلومترات، وهناك أيضا غار ثور وهو الذي لجأ إليه
الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثلاثة أيام وهما في طريقهما إلى
المدينة، وهو يقع على بعد تسعة كيلومترات جنوب مكة.
جبل عرفات:
ومن الأماكن المقدسة أيضا جبل عرفات وهو الجبل الذي يشهد أهم أركان الحج،
ويقع على مسافة 25 كيلو متر إلى الجنوب الشرقي من مكة، ويرتفع عن سطح
البحر حوالي 750 قدما، ويقف عنده الحجاج في التاسع من ذي الحجة ليؤدوا أهم
مناسك الحج.
وفي شمال جبل عرفات يقع جبل الرحمة الذي وقف عليه الرسول
صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في العام العاشر الهجري يخطب الناس
مبينا لهم أمور دينهم، وفي هذا المكان نزل عليه قوله تعالى "اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". ومن الأماكن التي
يحرص المسلمون على مشاهدتها جبل ثور
الذي اختبأ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر الصديق أثناء
الهجرة، وهو أحد الجبال الكثيرة التي يحيط بمكة ويقع جنوبي مكة بحوالي ستة
أميال، ويبلغ ارتفاعه خمسمائة متر عن الأرض التي حوله، وقد لجأ الرسول صلى
الله عليه وسلم وصاحبه إلى الغار المجاور لقمة هذا الجبل مدة ثلاثة أيام
وذلك عند بداية الهجرة إلى المدينة المنورة
وعجزت قريش التي خرجت للبحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن اكتشاف وجوده
هو وصاحبه في هذا الغار رغم وصول المشركين إلى بابه ووقوفهم أمامه.
منى:
كذلك من الأماكن المقدسة منى فهي قرية تقع على مسافة سبعة كيلو مترات من
مكة وبهـا منازل لا تشغل إلا في أيام الحج، ومنى يقصدها الحجاج عند الفجر
من اليوم الثامن من ذي الحجة فيمكثون فيهـا إلى طلوع شمس اليوم التالي حيث
يقصدون عرفة، وإليهـا يفيض الحجاج من عرفة بعد غروب الشمس من اليوم التاسع
لذي الحجة حيث يمكثون بها يوم العيد الأكبر وأيام التشريق ويرمون الجمرات.
مقبرة المعلاة: ومن الآثار التاريخية في مكة المكرمة مقبرة المعلاة، وتقع في الشمال الشرقي من مكة، وهي مقبرة المكيين منذ العصر الجاهلي
إلى يومنا هذا، وتضم قبور بني هاشم من أجداد النبي وأعمامه وقبور بعض
الصحابة والتابعين، وفيها قبور جدي النبي عبد مناف وعبد المطلب وعمه أبي
طالب، وقبر زوجته خديجة، وعبد الله بن الزبير
وأمه أسماء بنت أبي بكر وغيرهم كثيرون من الصحابة والتابعين والعلماء
والصالحين، ويطلق عليها مقبرة الحجون أيضا نسبة إلى جبل الحجون المشرف
عليها.
المكانة العلمية:
كان للعرب في عصر ما قبل الإسلام أسواق
عامة يجتمعون فيها للبيع والشراء وتبادل المنافع، وكان أهـم هذه الأسواق
في الحجاز سوق عكاظ، وكانت تقوم في سهل منبسط بين مكة الطائف،
وسوق عكاظ كانت تقع في واد بينه وبين الطائف ليلة وبينه وبين مكة ثلاث
ليال، وهو واد يتسع كثيرا لقوافل العرب، فانفرد سوق عكاظ بموقعه الجغرافي
الممتاز بين مكة والطائف، وشغل هذا السوق مكانا منبسطا في واد فسيح توفرت
فيه المياه والنخيل، وكان ينعقد من أول ذي القعدة إلى العشرين منه أي عند
بداية الأشهر الحرم والحج إلى مكة، ولذا امتازت سوق عكاظ بميزتين فريدتين
على سائر أسواق العرب، أولهما قربها من مكة، مركز التجارة الكبرى في بلاد
العرب كلها، وثانيهما اطمئنان التجار إلى الأمن على أنفسهم وأموالهم
ومتاجرهم من عبث العابثين احتراما للأشهر الحرم.
واختصت سوق عكاظ
بنظام جعلهـا أحسن أسواق العرب، إذ اتسع لجميع قبائل العرب فاتخذت كل
قبيلة لنفسها فيه مكانا معينا، وأشرف على السوق وعملياته رئيس كان غالبا
من بني تميم من قريش، وساعده أشخاص من مختلف القبائل لأخذ أسلحة الواردين
على السوق وإبقائهـا عندهم حتى نهاية الموسم إمعانا في تأكيد الأمان
والاطمئنان، وكان رئيس السوق هو الذي يفصل في الخصومات، وممن اشتهر بهذه
الرياسة عبد الله بن جدعان، وهو من حكماء العرب وأثريائهم من أبطال حلف
الفضول.
ولم تكن عكاظ سوقا للتجارة فحسب، بل كانت سوقا للخطابة والشعر
أيضا، وقد استمع فيهـا الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى قس بن ساعدة وهو
يخطب في الناس، وقالوا إنه كانت تقوم للنابغة فيها قبة ويفد عليه الشعراء
يعرضون شعرهم، فمن أشاد به طار اسمه.
وكثيرا ما كانوا يفتدون الأسرى
في سوق عكاظ وتدفع الديات، وأيضا كثيرا ما كانت تقوم المفاخرات
والمنافرات، وعرف غير واحد بأن الناس كانوا يحتكمون إليه فيها، ويذكر في
هـذا الصدد أناس من تميم مثل الأقرع بن حابس، ومعنى ذلك كله أن عكاظا كانت
أشبه بمؤتمر كبير للعرب، فيه يجتمعون وينظرون في خصوماتهم، ومنازعاتهم،
وكل ما يتصل بهم من شئون.
ولقد أوجد اجتماع الرجال والنساء في سوق
عكاظ مناسبات لعقد زيجات كثيرة، وكان بعض المبشرين يغشون هـذه السوق
وغيرها للدعاية لديانتهم، فكانت في الحقيقة منتدى عاما يحوي كل نواحي
النشاط الإنساني في الجزيرة العربية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا.
على أن القيمة التاريخية لسوق عكاظ كان هو الميدان الأدبي والثقافي، إذ جاء الشعراء والخطباء من كل أقاليم شبه جزيرة العرب
وتباروا في إلقاء القصائد الرائعة والخطب الرنانة بلهجة قريش، بهـذا نالت
اللهجة القرشية صفة السيادة على لهجات القبائل كلها ومهـدت هـذه السيادة
اللغوية إلى وحدة بلاد العرب عندما نزل القرآن الكريم بلغة قريش، وهي
اللغة العربية الفصحى، ومن أسواق قريش أيضا ذو المجاز بالقرب من عكاظ، وكانت تظل هذه السوق منعقدة إلى نهاية الحج.
ومن أهـم معارف العرب التي وجهوا إليها جل اهتمامهم وعظيم عنايتهم الشعر
العربي في الجاهلية، الذي يعتبر أحد المصادر الهامة لتاريخ العرب وحضارتهم
في ذلك العصر،إذ يصور لنا كثيرا من أحوال العرب الاجتماعية والدينية كما
يصور لنا طباعهم وأخلاقهم،والشعر ديوان العرب، وبه حفظت الأنساب،وعرفت
المآثر،ومنه تعلمت العربية، وفيه ذكر لأيام العرب ووقائعهم.
وكانت
تقام في الجاهلية أسواق أدبية أو منتدينات أدبية، كسوق عكاظ وذي المجنة
وغيرهـا، يتوافد إليها الشعراء من كافة أنحاء الجزيرة العربية ليعرضوا
بضاعتهم الشعرية، وليتنافسوا ويتبارزوا في أيهـم الأفضل أسلوبا وبلاغة
وفصاحة، فإذا حظيت إحدى هذه القصائد على القبول والرضا كتبوها على الرقاع،
وعلقوها على أستار الكعبة، ولذلك سميت بالمعلقات، وكانت هـذه المعلقات
لشعراء فحول اشتهروا اشتهارا واسعا في تاريخ الأدب العربي وهـم : امرؤ
القيس، طرفة بن العبد البكري، زهير ابن أبي سلمى المزني، لبيد بن ربيعة
العامري، عمرو بن كلثوم التغلبي، عنترة بن شداد العبسي، الحارث بن حلزة
اليشكري.
وبدخول الإسلام مكة أصبحت حلقات العلم في المسجد الحرام تؤدي
دورا واضحا في ازدهـار الحياة الفكرية، فقد كان العلماء يفدون إليه من شتي
البلدان وتعقد فيه الحلقات العلمية في مختلف العلوم الدينية، وكان هؤلاء
العلماء يزاولون التدريس والإفتاء لأهل مكة والقادمين إليها.
وكان
العلماء يدرسون في هـذه الحلقات علم القراءات وتفسير القرآن الكريم
والحديث الشريف والفقه والعلوم العربية. ولم تكن حلقات العلم في المسجد
الحرام تقتصر على الدرس بل كانت المناظرات تتم فيها بين العلماء من
المجاورين والوافدين عليهم من شتي أقطار العالم الإسلامي، وبذا كانت تعقد
في الحرمين المكي والمدني في أوقات موسم الحج حلقات مختلفة في جميع العلوم
النقلية والعقلية ومختلف المعارف.
الرباطات: أنشئت الرباطات في بلاد
الحجاز كي توفر سبل الراحة لطلاب العلم والحجاج المقيمين فيهـا أثناء
مواسم الحج. فمن الرابطات رباط الزنجبيلي وقد بني هذا الرباط عثمان بن علي
الزنجبيلي نائب السلطان صلاح الدين الأيوبي بعدن، وقد وقفه عام 576هـ/
1183م ويقع هـذا الرباط أمام مدرسته بمكة عند باب العمرة، وقد وقفه على
طلاب المدرسة وعلى اصحاب المذهب الحنفي المقمين بمكة.
وهناك رباط
العفيف وينسب هذا الرباط إلى العفيف عبد الله بن محمد الأرسوفي ويسمي رباط
آبارقيبه، وقد وقفه وعن موكله القاضي الفاضل عبد الرحيم بن علي البيساني
مناصفة في عام 591هـ/ 1194م. ويقع هذا الرباط عند مدرسة الأرسوفي جنوب مكة
بالقرب من باب العمرة كما هو مثبت في الحجر الذي على باب الرباط وقد نقش
على حجر تأسيسه بأنه وقف على الفقراء والمساكين العرب والعجم من الرجال
القادمين إلى مكة المكرمة والمجاورين بها على أن لا يزيد سكن المقيم فيه
على ثلاثة سنوات.
المدارس: وجدت في مكة عبر العصور العديد من المدارس.
فمن المدارس الأولى مدرسة الزنجبيلي وهـي أول مدرسة أنشأت في عهد
الأيوبيين، وقد وقف هذه المدرسة الأمير عز الدين عثمان بن علي المعروف
بالزنجبيلي، وكان نائبا للسلطان صلاح الدين الأيوبي بعدن، وقد وقف هـذه
المدرسة عام 579هـ/ 1183م وتقع هذه المدرسة عند باب العمرة، وبنى بجوارها
رباطا خاصا يسكنه الدراسون فيها، وكانت الدراسة في هذه المدرسة على مذهب
الإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى، كما كانت هذه المدرسة تعرف
باسم دار السلسلة ويشرف عليها بعض أشراف مكة، وممن تولى التدريس بها الفقيه أبو الحنفي صديق بن يوسف بن قريش الذي تلقى تعليمه بمصر وأقام بها فترة طويلة.
وقد
توالى إنشاء المدارس في مكة فأنشئت مدرسة طاب الزمان الحبشية عتيقة
المستضيء العباسي وأوقفتهـا على عشرة من فقهاء الشافعية، وتقع هذه المدرسة
بدار زبيدة وكان تاريخ وقفهـا في 580هـ/ 1184م. وكذلك مدرسة الأرسوفي، وقد
أوقف هذه المدرسة العفيف عبد الله بن محمد الأرسوفي. وتقع هذه المدرسة
بالقرب من باب العمرة. وكانت الدراسة في هـذه المدرسة على مذهب الإمام
الشافعي، وكان يدرس بها علماء من مصر مثل الشيخ أبي الفتوح الحصري، والشيخ
أبي الفتوح ناصر ابن عبد الله العطار وكان معيدا بهذه المدرسة.
ثم
كثرت المدارس بمكة فكان فيها مدرسة أبي علي ابن أبي زكري، وتاريخ وقفها
عام 635هــ/ 1237م. ومدرسة ابن الحداد المهدوي، وقد وقفت على المالكية
بقرب باب الشبيكة،
وتعرف بمدرسة الأدراسة وقد وقفت عام 638هـ/ 1240م. ومدرسة الملك المجاهد
صاحب اليمن بالجانب الجنوبي من المسجد الحرام، وقفها على الشافعية عام
739هــ/ 1338م. ومدرسة الملك المنصور غياث الدين بن المظفر أعظم شاه صاحب
بنجالة من بلاد الهند وقفها على المذاهب الأربعة عام 814هـ/ 1411م، وجعل
مدرسيها القضاة الأربعة بمكة، وهم القاضي جمال الدين محمد بن عبد الله بن
ظهيرة عن المذهب الشافعي، والقاضي شهاب الدين أحمد بن الضياء عن المذهب
الحنفي، والقاضي تقي الدين محمد بن أحمد الحسيني الفاسي عن المذهب
المالكي، والقاضي سراج الدين عبد اللطيف ابن أبي الفتح محمد بن أحمد عن
المذهب الحنبلي،
وكان عدد الطلاب في هذه المدرسة ستين طالبا من المذهب الشافعي، وعشرون من
المذهب الحنفي، وعشرة من المذهب المالكي، وعشرة من المذهب الحنبلي.
العلماء:
وقد اشتهر من العلماء الذين درسوا في حلقات العلم بالحرم المكي منهم عبد
الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني الملقب بإمام الحرمين المتوفى عام
478هـ/ 1085م. ولد بنيسابور
لأب من الفقهاء والعلماء الكبار الذين كان لهم دراية تامة بالفقه والأصول
والنحو والتفسير. وقد كان الإمام الجويني من فقهاء المذهب الشافعي
المشهورين. وقد جلس للتدريس والفتوى في المسجد الحرام فترة من الزمن الشيخ
المحدث أبو محمد عبد العزيز محمد بن جماعة الكناني الشافعي الذي ولد بدمشق
عام 694هـ/ 1294م وأخذ العلوم عن والده وغيره من أعلام عصره حتى بلغ عدد
شيوخه سماعا وإجازة 130 شيخا، وفي عام 739هـ/ 1338م ولي قضاء الديار
المصرية. ومنهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله عبد المعطي بن مكي
بن طراد الأنصاري المعروف بابن الصيفي. ومنهـم كمال الدين محمد بن موسي بن
عيسي الدميري باحث أديب من فقهاء الشافعية، من أهل دميرة بمصر، ولد بالقاهرة عام 742هـ/ 1342م وبها نشأ وتعلم وبرع في التفسير والفقه والحديث والعربية والأدب، ودرس وأفتى وجاور بمكة وتوفي عام 808هــ/ 1406م.
أدت حلقات العلم في المسجد الحرام دورا واضحا في ازدهار الحياة الفكرية،
فقد كان العلماء يفدون إليه من شتي البلدان وتعقد فيه الحلقات العلمية في
مختلف العلوم الدينية، وكان هـؤلاء العلماء يزاولون التدريس والإفتاء لأهل
مكة والقادمين إليها. وكان العلماء يدرسون في هـذه الحلقات علم القراءات
وتفسير القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه والعلوم العربية. ولم تكن
حلقات العلم في المسجد الحرام تقتصر على الدرس بل كانت المناظرات تتم
فيهـا بين العلماء من المجاورين والوافدين عليهم من شتي أقطار العالم
الإسلامي، وبذا كانت تعقد في الحرمين المكي والمدني في أوقات موسم الحج
حلقات مختلفة في جميع العلوم النقلية والعقلية ومختلف المعارف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-matar-makkah.yoo7.com
 
تاريخ مكة المكرمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لمحات عن تاريخ المكتبات الخاصة والعامة في مكة المكرمة
» شروحات عن مكة المكرمة
» بعض أثار مكة المكرمة
» أودية مكة المكرمة
» قلاع مكة المكرمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH :: منتدى آل مطر العام :: تراث مكة المكرمة وشخصياته-
انتقل الى: