موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH يرحب بكم
عزيزى الزائرالزائرة :
إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدانا وترغب بالتعرف على المزايا عليك الضغط على المنتدى وإذا رغبت وأحببت الإنضمام إلى أسرة المنتدى ينبغي عليك التسجيل معنا أولآ بالضغط هناعلى التسجيل حتى تتمكن من المشاركة معنا في الموقع . ..
أما إذا كنت احد اعضائنا فسجل الدخول
إدارة المنتدى
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH يرحب بكم
عزيزى الزائرالزائرة :
إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدانا وترغب بالتعرف على المزايا عليك الضغط على المنتدى وإذا رغبت وأحببت الإنضمام إلى أسرة المنتدى ينبغي عليك التسجيل معنا أولآ بالضغط هناعلى التسجيل حتى تتمكن من المشاركة معنا في الموقع . ..
أما إذا كنت احد اعضائنا فسجل الدخول
إدارة المنتدى
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH

عام لكل عائلات مطر المكية AL-MATTAR-MAKKAH
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول





 

 الحرف والصناعات بمكة المكرمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 447
تاريخ التسجيل : 01/10/2009
العمر : 46
الموقع : http:\\matar.lifeme.net

الحرف والصناعات بمكة المكرمة  Empty
مُساهمةموضوع: الحرف والصناعات بمكة المكرمة    الحرف والصناعات بمكة المكرمة  Icon_minitimeالخميس أبريل 28, 2011 3:55 pm

كان أهل مكة أهل حرف وصناعات ، فلا تكاد تجد فيها عاطلاً أو
هاملاً يتسكع في الشوارع لا عمل له ولا صنعة أو مهنة يتكسب منها لقوته
وقوت أهله وذويه ومن يعول ، لذلك كانوا ينسبون أو ينادون بأسماء حرفهم
وصناعاتهم التي عُرفوا بها .
فيقال مثلاً : فلان "المؤذن" وهو الذي ينادي للصلاة المفروضة في المسجد
الحرام أو في غيره من المساجد ، وفلان "القُبُوري" أو "القُبرجي" وهو الذي
يقوم بحفر القبور وتهيئتها لدفن الموتى ، وفلان "الصائغ" أي من أهل الذهب
والفضة الذين يقومون بصياغتها ونقشها وبيعها ، وفلان "الحمَّار" وهو إما
لركوبه الحمير ، أو للتجارة فيها بالبيع والشراء ، وفلان الساعاتي وهو
أيضاً إما للتصليح أو للبيع ، وفلان "اللبان" من أهل البقر الذين يحلبونها
ثم يبيعون الحليب بعد غليه على النار ، وفلان "الزمزمي" من الذين يسقون
الناس في الحرم من ماء زمزم أو من يبيعونه في شوارع مكة وحاراتها بعد
الاستقاء من البئر ، وفلان "الجزار" وهو بائع اللحم أو الذي يذبح الدواب ،
"الجواهرجي" من الذين يتاجرون في الجواهر والفصوص والأحجار الكريمة ،
"العطرجي" وهو بائع العطر "الطيب" مثل المسك والورد والعود ، "الكتبي أو
كتبخانة" من أهل الكتب والمكتبات .
"العطار" من أهل عطارة الأعشاب والعقاقير والطب الشعبي أو العربي "الفران"
من أهل الخبز العيش "والشوابير" "الرضواس" من الذين يبيعون رؤوس الدواب أو
الذين يذبحونها فقط ، "القفاص" من الذين يصنعون الأقفاص الخشبية للدجاج أو
للطيور أو غيرها من ذات الجناح ، "السقا" من أهل السقاية الذين ينقلون
الماء على الاكتاف ، بواسطة البراميل المسحوبة والمحمولة على ظهور الحمير ،
أو بواسطة التنك ، "النحاس" من يصنعون الأواني النحاسية مثل القدور
والصحون والأباريق وغيرها ، "النجار" من الذين يصنعون الأبواب والرواشين
والمشربيات وغيرها ، "الحداد" من الذين يصنعون أدوات البناء . . كالملاعق
والمطارق والكلاليب وغيرها من أدوات الحراثة والحفر وأوتاد الخيام ، ومنها
أيضاً في الطباخة ، "النوار" من أهل النورة في البناء المنزلي ، "الفوضال"
من باعة الفول في الجرة ، "التمار" من باعة التمر أو جذه من رؤوس النخل ،
"المُليس أو المنقل" من أهل البناء في تشييد المنازل من الداخل والخارج ،
"الخياط" من أهل الخياطة والحياكة ، والتطريز ، السحلبجي وهو الذي يبيع
السحلب ، وهو مشروب أبيض حلو لذيذ ، القطان وهو الذي يقوم بفتل القطن ثم
عمل الفرش للجلوس وللنوم أو ما يسمى بالطراريح أو اللحاف والمخدات وغيرها
من الحاجات القطنية للمنزل ، السراج بفتح السين والراء – وهو الذي يضيء
بالسرج والمصابيح والأتاريك المنزلية والعلاقي ، وفلان السمان وهو الذي
يبيع السمن البري وغيره ، الفاكهاني الذي يبيع الفاكهة في الحلقة أو في
الأسواق الصغيرة ، الشربجي الذي يطبخ الشوربة ثم يبيعها ، والخزاندار أي
خازن الدار ، والدفتردار والسنان ولا أدري أسنان السكاكين أم مُقدر السنين
والأعوام ، المطيوري ، ولا أدري أيضاً أمن الطير أم من الطيرة والعساس الذي
يعس في الليل الطباخ ، والوزان والصيرفي ، والخضري والزيتوني ، والسادن أو
سدنة البيت .
وهلم جرا المطبقاتي والمسحراتي والمخللاتي والبندقجي والقهوجي والحطاب
والحلواني والمطوف والمجلد ، والحلاق والحجار ، والسقاط ، والمقادمي
والسباك والسروجي ، وهو غير السراج ، والسبحي ، والعقلجي ، والكحلجي ،
والغسال والسقطي والعربجي والكعكي والبيطار والدباغ والسمكري والقماش
والمكوجي والحاوي والجسيس والمغنوجي أما الجسيس والمغنوجي فهما من أهل الفن
، وغيرهم الكثير .
أما في وقتنا الحاضر مع هذا التطور والتجدد فربما كره بعضهم إطلاق هذه
الأسماء المهنية عليه ، وهو بالأمس كان يفتخر بها ويعتز بذكرها بين أهله
ومجتمعه ، بل أحياناً لا يجيبك حين النداء إلا بها ، وإذا ذكرته بها ضمن
المتقنين للصناعات طار بك فرحاً وسروراً . وقد قيل : ليس العيب في المهن
وإنما في الأشخاص ، وكان لكل صنعة أو مهنة أو حرفة مرجعية يرجع إليها الناس
في حالات الخلاف وغيرها ، وتتمثل هذه المرجعية في شخصية شيخ المهنة ، أو
ما يسمى (شاه بندر التجار) إن جاز المعنى .

المهن والصناعات بمكة
إن مكة المكرمة قد رزقها الله تبارك وتعالى أنواع النعم وصنوف الخير من
الكماليات والضروريات ومن حيث لا يتعب أهلها في الإنتاج والتصنيع يأتيها
رزقها رغداً من كل مكان بفضل الله تعالى ورحمته ، نسأل الله تعالى أن
يزيدنا من نعمه ويوفقنا لشكره ، لكن من سنة الله عز وجل في هذا الكون أن
الحياة فيه تتطور في كل عصر وزمان بين آونة وأخرى ، فكان من ذلك أن تطورت
مكة في حياتها أيضاً في آخر الزمان الذي نحن فيه فحدثت فيها الصناعات التي
لم تكن من قبل ، ونحن طلبنا من صديقنا الفاضل الشيخ محمد أحمد بوقري وهو من
أفاضل تجار مكة القدماء ، أن يكتب هنا نبذة عن تطور الصناعة بمكة المشرفة
فكتب لنا ما يأتي : وننقلها باختصار :
ولنبدأ بالحلاوة الطحينية : (الحلاوة الطحينية لذيذة جداً ، وهي في نفس
الوقت كالطعام تؤكل بالخبز ، وهي تعمل من السكر والطحينية ، وهي السمسم
المطحون ، والحلاوة الطحينية كانت تعمل بمكة المكرمة من قديم الزمان ولها
طابع خاص وهو كونها سمراء يتخللها خيوط السكر كالشعر ، ويعملها الهنود
المولودون بمكة ويتقنونها جيداً وأهل مكة يحبونها كثيراً وبعضهم يأكل منها
كل ليلة بعد العشاء بعد خلطها بحلاوة الهريسة وهذا الخليط لذيذ قوي جداً ،
أما الحلاوة الطحينية البيضاء فهي تأتي من الخارج في صفائح من مصر والشام ،
فبعضهم يحب البيضاء وبعضهم يحب السمراء وفي الأمثال : وللناس فيما يعشقون
مذاهب .
مهنة التنجيد
مهنة
تنجيد القطن معروفة بمكة المشرفة من أقدم الزمان ويأتي إليها القطن من
الخارج من مصر والهند واليمن وغيرها فيحشونه بعد تنظيفه وتنجيده في
الطراريح ، وهي جمع طراحة بضم الطاء المهملة وتشديد الراء المفتوحة وتسمى
بمصر "المرتبة" التي ينام عليها ، كما يحشون المخدات واللحافات وغيرها ،
وفي السنوات الأخيرة أي من سنة 1380هـ احضروا إلى مكة بعض الماكينات
الكهربائية للتنجيد فصاروا يشتغلون بها في تنظيف القطن وتنجيده أو صلاحه ،
أما حشو المساند والأرائك والطواويل فيحشونها بالطرف – بكسر الطاء وسكون
الراء – وهي حبوب صغيرة كحبوب "الكسكسوه" أو البرغل لكنه خفيف كالقطن
بتطاير من النفخ والهواء ، ويخرج من بعض أشجار الحجاز وهو كثير بها فسبحان
من جعل لكل بلدة ميزة خاصة ولبلده الأمين ميزات كثيرة بها تمتاز عن جميع
البلدان ، أدام الله علينا النعم في رخاء وأمان .

مصانع الصاج
مصانع
الحجاز للصاج ، وقد أقام هذه المصانع المواطن المكي الشيخ حسين محمد
جستنية عام 1373هـ بمنطقة جرول وعمل الرجل بهمة لا تعرف الملل على تطوير
مصانعه وزيادة اختصاصها حتى شمل الإنتاج أشكالاً وأنواعاً لا تحصى من
الخزائن والمكاتب والكراسي وخزائن المطابخ والطاولات والثلاجات والشنط ،
وسرر النوم ، وخلافها من أثاث مما يصنع من الحديد بالإضافة إلى الأدوات
المنزلية المصنوعة من الألمونيوم في أشكال وألوان جذابة ، وكان الشيخ
جستنية يعمل بالتجارة ثم اختير للعمل بالإدارات المالية بالدولة لفترة من
الزمن ثم آثر حياة الكفاح على المجال الصناعي حيث رأى أنه أقدر على خدمة
وطنه أجل خدمة مما لو بقي موظفاً ، رغم ما كان يتمتع به من مركز كبير مرموق
.

مصنع البوقري للبلاستيك
مصنع
البوقري للبلاستيك ، وقد أقام هذا المصنع الشاب المكي محمد أحمد بوقري في
عام 1382هـ بمنطقة الشهداء بأحدث الآلات المستعملة في هذه الصناعة ، وكانت
إقامة هذا المصنع مفاجأة قوبلت بالكثير من الشك في القدرة على البقاء أمام
تيار الاستيراد من البلاد المجاورة ، ولكن عزيمة الشباب والرغبة في التضحية
وبناء حياة أفضل غيرت هذا المفهوم ، وقد صار هذا المصنع الضخم خطراً على
تسويق ما يستورد من أصناف في مجال إنتاجه الواسع الذي شمل المسابح والأدوات
المنزلية وأدوات الكهرباء وعلب الحلوى وأدوات المدارس ، وقطع الأثاث وغير
ذلك كثير في كميات أغرقت الأسواق بأسعارها الزهيدة ، وكان الشاب محمد أحمد
بوقري لفترة من حياته مديراً بالمحلات التجارية لعائلته المعروفة باسم عمر
علي بوقري وإخوانه ، وعكف على دراسة اللدائن دراسة عملية ، ثم اغترب إلى
إنجلترا حيث التحق بمصانعها كعامل يومي لعدة أشهر عاد بعدها ليقيم مصنعه .
صناعة الثلج
ليس
الحجاز من البلاد التي تنزل فيها الثلوج ، لذلك ما كان يوجد ثلج بمكة ولا
بجدة ولا بالمدينة ولا بغيرها ، نعم قد ينزل بها أحياناً برد مع المطر ،
فكان الناس يبردون ماء الشراب في نحو الأزيار والشراب (بكسر الشين المعجمة)
جمع شربة بالفتح ، وهي آنية من الطين يعمل بكل بلدة كمكة والمدينة وجدة
وغيرها ، وهي المسماة بمصر (بالقلل) بضم القاف جمع قلة ، ويضعون هذه الشراب
في أماكن معرضة للهواء لتبريد الماء حسب طبيعة الجو ، ومن الغريب أن
الهواء الحار المسمى (بالسموم) بفتح السين المهملة ، يبرد الماء في الشراب
إلى أقصى حد ، لكن الناس ينفرون من هذا السموم ويقفلون النوافذ التي تأتي
به .
بقي الحجاز على هذا الحال الطبيعي من تبريد الماء في الشراب والأزيار من
قديم الزمان إلى عصرنا هذا الذي كثرت فيه الاختراعات والمصانع والآلات
الميكانيكية والكهربائية أي إلى سنة (1332هـ) فكان أول مصنع للثلج بمكة
عمله رجل اسمه (النويلاتي) من أهل الشام المقيمين بالحجاز .
فالمصانع الموجودة الآن بمكة للثلج أي سنة 1377هـ هي كما يأتي :
1 – مصنع شركة الاقتصاد الوطنية .
2 – صنع عبد الله باحمدين .
3 – مصنع عبد الله كعكي .
4 – مصنع عطا إلياس .
5 – مصنع طه خياط .
6 – مصنع الشيبي .
7 – مصنع خميس نصار .
8 – مصنع الإسعاف .
مصنع الحاج نسيم الشامي : أقامه سنة 1338هـ بجهة سوق المعلاة في طرف مقبرة
المعلاة من الخارج ثم اشتراه منه الشيخ عبد الله باحمدين ، إلى أن نقله إلى
أم الدوم في طريق جدة .
ومصنع للأخوين الشقيقين الشيخ صدقة ، والشيخ سراج كعكي ، وكان ابتداء تشغيل هذا المصنع في سنة 1370هـ هو واقع بجهة جرول .
ومصنع للشيخ عبد الله كعكي وقد اقامه في سنة 1375هـ وهو واقع بجهة المسفلة .
ومصنع للشيخ طه خياط ، أقامه سنة 1377هـ ، وهو واقع بجهة الششة ، فيما بين مكة ومنى .
ومصنع للشيخ محمد عمر سعيد وقد اقامه في سنة 1379هـ وهو واقع في حوض البقر .
ومن الصنائع التي اضمحلت أو كادت : صناعة الفخار ، فلم تعد حاجة إلى شراب
الماء وإلى الأزيار وما شاكل ذلك ، بسبب ما جد من وسائل التبريد ومصانع
الثلج ، فقد كان الفخار والدواليب في أعلى مكة بمحلة (الخرمانية) بالمعابدة
، وكانت دكاكين باعة الفخار جمهرتها في محلة (سوق الليل) على الشارع العام
، فلم يعد لها أثر هناك ، ولم يعد سوى دولاب أو دولابين رمت بهما البلدية
أو أمانة العاصمة كما تسمى ، إلى أقصى البلدة من جهة الرصيفة .
الطوافة بين المتقنين والجرَّارِين
[right]قال ابن منظور الأفريقي صاحب كتاب لسان العرب : الجرار عسكر جرار كثير ، وقيل : هو الذي لا يسير إلا زحفاً لكثرته .
والجرارة – بفتح الجيم وتشديد الراء الأولى – عقرب صفراء صغيرة سميت بذلك لجرها ذيلها ، وهي من أخبث العقارب وأقتلها لمن تلدغه .
والجرارة – بالكسر – حرفة الجرار الذي يصنع الجرار ، وهي الخزف المعروف .
وسمعت من أحد إخواننا السودانيين أن هناك قبيلة في السودان تسمى (بني جرار)
فكل سوداني جرار هو من هذه القبيلة . ولقب – الجرار ليس خاصاً بقبيلة
السودانيين ، بل ذكر أحمد إبراهيم الغزاوي في شذراته أصل ذلك بقوله : جاء
في (المحبر) لابن حبيب المتوفي سنة 245هـ تحت عنوان (الجرارون من مضر) قوله
: ولم يكن الرجل يسمى جراراً حتى يرأس ألفاً ، ثم ذكر الجرارين من مضر ثم
من ربيعة ثم من اليمن ، بأسمائهم وقبائلهم ، وختم كلامة بقوله : فأما حمير
فكان فيها التبايعة والملك ، وكان أمرهم أجل من أن يكونوا (جرارين) ، ولا
يعد الرجل جراراً حتى يقود ألفاً .
ولعل مكان سكناهم بمكة ما ذكره الحافظ ابن حجر في حديث طويل : قال أبو عبيد
البكري : الحجون الجبل المشرف بحذاء المسجد الذي يلي شعب الجرارين ، قال
أبو علي القالي : الحجون ثنية المدنيين أي من قدم من المدينة وهي مقبرة أهل
مكة .
وروى الواقدي عن أشياخه أن قصي بن كلاب لما مات دفن بالحجون فتدافن الناس بعده ، وأنشد الزبير لبعض أهل مكة :
كم بالحجون وبينه من سيد --- بالشعب بين دكادك وأكام
والجرارون التي تقدم – جمع جرار بجيم وراء ثقيلة ، ذكرها الرضي الشاطبي وكتب على الراء صح صح .
فهذا هو صحيح معنى الجرار والجرارين ، وليس ما يطلقه البعض من المكيين و
الجداويين أن ذلك شتيمة ، وإلى هذا الحين ما زال الكثير يرجح لفظة الجرار
على أنها شتيمة أو سباب أو كلمة قبيحة وليست هي من ذلك كلمه في شيء .
وإنما الجرارون في العرف المكي كما ذكرناهم أصحاب مهنة اتخذها أولئك النفر
الذين يشتغلون بتطويف الحجاج وربما غيرهم في تلقينهم الأدعية الخاصة
بالطواف ، ولكن كما يقول سنوك : (إن هناك بعض المتطفلين على هذه المهنة أي
الطوافة ، ولكن هؤلاء لا يستحقون الانضمام إلى هذه المؤسسة ، ومعظم زبائن
هؤلاء من الفقراء المعدمين أو من البخلاء الشحيحين الذين لا يدفعون مكافآن
مناسبة ويطلق على هؤلاء اسم [الجرارين مفرد جرار] الذين غالباً ما ينتظرون
في مداخل المدينة أو بجوار الحرم يعرضون خدماتهم على الحجاج القادمين) .
ولكن يبدو أن هذا اللطقب – الجرار – لم يدم طويلاً بين المكيين أنفسهم
فضلاً عن خروجه عنهم ، وذلك استناداً لما يقول الأديب المدني المفوه
الأستاذ محمد حسين زيدان في كتابه (ذكريات العهود الثلاثة) عندما كان
سكرتيراً لمشائخ الجاوا سنة 1358هـ (استوحش لقب الجرارين الذي يطلق على
صبيان المطوفين حول الكعبة ، فاقترحت أن نعمل مشروع نظام تحت اسم (نظام
الصبيان) ، وكان العون للرجل العارف بأحوال المطوفين والصبيان نقيب مشايخ
الججاوا محمد معاجيني المعرفة منه والصياغة مني ، ورفعنا النظام للنيابة ،
وأحيل للجنة التمييز فصدقت عليه ووافقت ، ورفع إلى النيابة وأحيل لمجلس
الشورى وتلفن مجلس الشورى للحضور) .
وبالفعل تم تنظيم شؤون المطوفين هؤلاء عن طريق الرئاسة العامة لشؤون
الحرمين الشريفين ، بأنظمة خاصة بهم ، ملزمة بترتيبات في مهنتهم هذه ،
وبعضها ضمن مؤسسات الطوافة التجريبية الحديثة المختلفة الجهات والجنسيات
المسلمة .
ونختم هذا ما كان من شأن الجرارة والجرار في العهود القديمة ، وتبدلت طبائع
الناس وامتزجت وازدوجت وتداخلت وتبدلت حتى أصبح من يدعى بهذا الاسم أو
اللقب محل احتقار واستصغار وبلغ الاستنكاف منه أقصى الدرجات لربطة بما لم
يكن يخطر ببال الأولين ، ولو كان معناه قاصراً على مفهومه اللغوي فحسب لما
شانه شائن ، فمما جاء في الأمثال (الحبل على يد الجرار) وله مدلوله والواضح
الصريح .
الشبرية والطواف حول الكعبة
[right]الشبرية
– بتشديد الشين المكسورة والياء المفتوحة – هي تلك المهنة المكية البسيطة
في شكلها والكبيرة في معانيها الإنسانية حيث يحمل الإنسان أخاه المسلم على
عاتقه ليطوف به حول بيت الله العتيق ، هذا بغض النظر عن المال الذي
سيتقاضاه الحامل .
مهنة الشبرية – وسيلة النقل – وهي خاصة بمكة ، حيث لا توجد في غيرها بل في
ظني لا يوجد لها مثيل على وجه الأرض ، فكل وسائل النقل المعروفة من الدواب
هي الإبل والخيل والبغال والحمير ، خلقها الله لنا للركوب والحمل عليها
وللزينة وللأكل منها . أما أن يُخصص الإنسان لحمل ونقل إنسان مثله فذلك ما
لم نعهده .
لم أقف في حدود بحثي على أصل واشتقاق الكلمة ، وهل هي عربية أم أعجمية؟
ولكن لعلها أتت من التشبير الذي يشبرون به أهل هذه المهنة عند صناعة –
السرير – وذلك لتقدير أحجام الناس الذين سيحملون عليه ، أيضاً صعب علي في
هذه العجالة تحديد تاريخ الشبرية في بيت الله الكريم . إلا أن هناك إشارات
تقريبية تشير إلى وجودها بمكة منذ ثلاثة قرون .

طريقة صناعة الشبرية
أما طريقة صناعة (الشبرية – السرير) فهي على شكل مربع مثل السرير تماماً
إلا أن بطنها إلى الأعلى ، وتصنع من أخشاب خاصة قوية مثل نوع (الخشب الجاوي
الأحمر) وكانوا يصنعونها بواسطة نجارين حذاق بمكة ، بالطريقة التي يريدون
وتلائم أحجام جميع الناس ، ومن ثم يقومون بربط الحبل على مربعها ، لتخفيف
السرير ولئلا يكون ثقيلاً على الأكتاف عند الحمل ، وهناك سُرر كبيرة خاصة
لحمل الأجسام الكبيرة .

من هم الحمالون؟
أما الحمّالون القائمون بهذه المهنة الإنسانية ، فهم بعض الجماعة من
الأفارقة النيجيريين الذين يقطنون مكة منذ قرون من الزمن فامتهنوا هذه
المهنة وبقوا يتوارثونها بينهم جماعة بعد جماعة حتى يومنا هذا .

مكان وجود أهل الشبرية
أما مكان وجودهم وتجمهرهم ، ومنطلقهم بالحمل هو الصفا من خارج المسجد وتحت
جبل أبي قبيس المشهور ، فهناك يرصون أسرتهم في صفوف ملاصقة بالمسجد الحرام .
ولهم ما يسمى (قمو) قطعة قماش كبيرة يلفونها مثل كور العمامة ويضعونها على
رؤوسهم لتخفيف ثقل الحمل عليهم ، ولا يفرقون بين فلان وعلان في الحمل فكل
الناس عندهم في الطواف سواء ، إلا أنهم يميزون أن هذا عالم أو أمير من
الأمراء أو غيرهما من الوجهاء والصالحين .

طريقة حمل الإنسان على الشبرية
أما طريقة حمل الإنسان عليها في الطواف حول الكعبة وهو الغالب أو السعي بين
الصفا والمروة في النادر ، فقد امتهنوا هذه المهنة من أجل الكسب ومساعدة
العجزة والضعفاء من الذين لا يستطيعون الطواف على أقدامهم ويجدون مشقة في
أدائه ، وهناك رئيس للجماعة يقوم بعد الاتفاق بينهم بتأجيرها على جماعة من
الناس لمن لا يجدون السُرر – الشبرية بمبلغ زهيد – ثلاثة ريال كل سرير ، ،
لحمل الطائفين حول الكعبة .
ثم هم يحملون الشخص على حسب ثقله ، فإذا كان خفيف الوزن حمله اثنان ، وإذا
كان ثقيلاً حمله أربعة ، اثنان من الأمام ، واثنان من الخلف لتتم عملية
التوازن في أشواط الطواف السبعة ، وإذا كان متوسط الثقل حمله ثلاثة واحد من
الأمام واثنان من الخلف ، خاصة للذي يجلس ماداً رجليه فيكون الثقل الراجح
في المؤخرة ، والجلوس على سرير الشبرية غالباً ما يكون على هذه الهيئة ،
فإن الحاملين يفضلونها بل يأمرون بها دون سائر هيئات الجلوس ، ليكون الجالس
منبسطاً ومفترشاً السرير ليتم التوازن التام ، وبالتالي الراحة بالنسبة
للحاملين ، وهناك أشخاص معروفون أعطوا سعة وقوة في الجسم يُلجأ إليهم في
حالة الأحمال الثقيلة ، فيحملون الشخص على أكتفهم مهما بلغ ثقله .
وهناك جماعة منهم تتفق مع المطوفين لحمل الحجاج العجزة للطواف مع تحديد
الأجرة التي ستعطى لهم ، وقد يتطلب الأمر أن يذهب الحامل لحمل الحاج أو
المعتمر من بيته وحارته في مكان إقامته في الأحياء المجاورة للمسجد الحرام
للطواف ، ثم إرجاعه بعد الطواف إلى حيث حُمل . ولمهنة الشبرية شيخ يعهد
إليه شؤون هذه المهنة من ترتيب وتنسيق ، لأن هذه مسؤولية كبيرة وأمانة أمام
الله ، خاصة وهي في بيته العتيق الذي يجب على المسلم أن يخاف من الله فيه
أكثر من أي مكان آخر .

الشبرية ومسائل فقهية
وأهل الشبرية القدماء هؤلاء لهم معرفة تامة بهذه المهنة ، وما يتعلق بها من
مسائل فقهية لها صلة بصحة الطواف والسعي ، كالطهارة ، وصلاة الركعتين بعد
الانتهاء من السبع ، وهم أيضاً بهذه المهنة يساعدون الفقهاء في حل بعض
المسائل الفقهية ورفع حرجها ، وهناك فتوى تقول : رجل افاض من عرفات وبات
بمزدلفة ، ولم يستطع أداء طواف الإفاضة والسعي لمرض شديد ألم به ، وليس ممن
يرجى برؤه كما يقول السائل ، فقال له الشيخ المفتي : يُحمل على الشبرية ،
قال السائل : لا مال له ، فقال الشيخ : يستدان له ، ولا يسقط عنه طواف
الإفاضة لأنه ركن عند الأئمة الأربعة ، فلا يجبر بدم ، بخلاف طواف الوداع
فإن على من تركه دماً ، إلا النساء الحيض ، فليس عليهن شيء .

نظام وتسعيرة الشبرية
في غضون تلك البدايات للشبرية جاء جماعة ، ودخلوا في هذه المهنة وفرضوا
وافتروا على أهلها الأصليين فغالوا في أسعارها مما سبب في تقليل نشاطها ،
فقد رفعوا سعر أجرة (الشبرية) الواحدة إلى (700ريال) بعد أن كانت بمائة
ومائتي ريال ، وكان هذا في عهد الملك سعود (رحمه الله) .
ولكسر غلاء الأسعار وتلك الاحتكارات أُخضعت مهنة الشبرية لإشراف رئاسة شؤون
الحرمين الشريفين ، فوضع لها نظام خاص بها من ترتيب السرر وصفها في مكان
واحد بصورة منظمة ، ومن تسجيل أسماء العالمين فيها تحت أرقام تسلسلية على
بطاقات تحمل صورهم وأرقام هوياتهم ، وتسعيرة ترضي الحامل والمحمول .
بدأ من مائة ريال سعودي بالنسبة لحمل الشخص الواحد العادي ، أما الثقيل
فتزيد الأجرة على ذلك ، تصل إلى مائتي ريال وأكثر خاصة في أيام المواسم
رمضان والحج ، كما يراس هؤلاء العاملين شخص وغالباً ما يكون هو صاحب السرر
أو مستأجرها ، وهو الذي يتولى أخذ الأجرة من الطائفين أو من الجهة القائمة
على تطويف الحجاج من مطوف أو رئيس الحملة القائم على شؤون الحجاج ، أو عن
طريق البعثة التي ينتمي إليها الحاج ، أو عن طريق مكاتب خدمات الحجاج
التابعة لمؤسسات الحجاج للدول ، وبهذا كله يكون هؤلاء العاملون رسميين في
المهنة ، لا يسمح لغيرهم بممارسة هذا النشاط ، ولم يعد الآن كما كان في
السابق من حمل الحجاج على الظهرو كشبرية ، إلا أن يحمل الشخص خاصة أحد
والديه أو غيرهما ممن يُحججه ويقوم بخدمته بنفسه لصلة وابتغاء وجه الله
تعالى .
الحلاقة والحلاقون بمكة المكرمة

[right]الحلق أو التقصير يعد للحاج أو المعتمر
من الأعمال التي لا يتم نسكه إلا بها . قال تعالى {لتدخلن المسجد الحرام إن
شاء الله أمنين محلقين رءوسكم ومقصرين} الفتح 27 ، وقد حلق النبي صلى الله
عليه وسلم فكان الحلق أفضل من التقصير . وقد دعا بالمغفرة للمحلقين ثلاثاً
.
وليس هناك بلد على وجه الأرض تحلق فيه رؤوس الناس من مكة المشرفة ، وهذا لا
يختلف عليه اثنان . كما لا توجد أرض تساقط عليها شعر أو دفن ببطنها كما
تساقط ودفن بمكة .
وقد يجمع بعض الحلاقين بين حرفة الحلاقة وبين الحجامة مثل الحكم بن أبي
العاص وسعيد الهيلم في خلافة عمر بن الخطاب ، وعمل رجال قريش عند ظهور
الإسلام بالحجامة مثل الحكم – المذكور – ومعمر بن عثمان التميمي ، وحريث بن
عمرو الفهري ، وبعضهم جمع بين الحجامة والختانة ، مثل أبي حبيب حيفة
المخزومي . وكان في مكة دار يقال لها : دار الحجامين في خلافة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه ، واستمر الحجامون في مكة في العهد الأموي ويجتمعون
عند المروة قرب الحلاقين ، وحلق حجام عند المروة لعبد الله بن عمر وكان
ثويب المكي حجاماً .
ويذكر الكردي أنه : (لم تكن بمكة صالونات الحلاقة ، وإنما كان الحلاقون
يفتحون دكاناً صغيراً للحلاقة في أنحاء مكة وأكثر دكاكين الحلاقة كانت
مجموعة في نهاية المسعى عند المروة ، حيث ينتهي عندها الساعون المحرمون
بالحج أو العمرة فيحلق الحاج والمعتمر هناك رأسه أو يقص ، فكان الناس
يذهبون إلى دكاكين الحلاقة ليحلقوا رؤوسهم أو يصلحوا ذقونهم وبعضهم يتفق مع
الحلاق ليذهب إلى بيته في كل أسبوع مرة ليحلق له ، وكان جميع الناس حتى
تلامذة المدارس يحلقون رؤوسهم بالموسى من قديم الأزمان إلى سنة (1360)
هجرية تقريباً .
ثم بعد هذه السنة المذكورة كثر وجود الأغراب بمكة فتعلم أهل البلد الطاهر
من هؤلاء تربية شعر الرأس والتواليت ، خصوصاً وأن بعض هؤلاء الأغراب
افتتحوا صالونات جميلة للحلاقة في الشوارع في دكاكين مزينة بأدوات الحلاقة
الحديثة حتى صاروا يحلقون الذقون بالمكائن الكهربائية وهكذا تطورت البلاد
في كل الحالات) .
وفي هذه السنين الأخيرة كثرت صالونات الحلاقة ، وشاعت قصات الشعر الغربية
بجميع أنواعها ، والتي انجرف الشباب في تيارها ، وتركوا جل عادات آبائهم
الاجتماعية الدينية المحلية ، ورغبوا عن السنن والعادات المتبعة لدى
المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . (ويذكر أن جمهرة الحلاقين بقيت في
المروة إلى أن أزيلت الدور والدكاكين التي كانت هناك في أواخر 1375هـ)
وكانت على الجانبين اليمين والشمال نحو عشرة دكاكين في الجانبين ن وقد كان
وجودهم هناك يسهل على الحاج عملية فك الإحرام) .
ولا تزال هذه المهنة وبعض دكاكين الحلاقين باقية إلى يوما هذا بالمروة بقرب
الجانب العلوي للمدعى تصل تقريباً إلى ثمانية دكاكين مرصوصة متلاصقة
ببعضها ، وهناك محلات للحلاقة داخل الأزقة وفي بعض الأحياء الجديدة
المجاورة .
وفي أيام الحج ينتقل أكثرهم إلى منى لكثرة وجود الحجاج بها للحلق والتقصير ،
فيزدادون كسباً من مهنتهم . وقد عملت بلدية مكة المكرمة الآن في منى مظلات
خاصة بالحلاقين .
والحلاق في مكة ، حلاق وحجام ومزين – الذي يختن الأولاد – وذلك لذات الحلاقة اللازمة .
لأن الحجامة كما يذكر صاحب المعجم المذكور أيضاً : (تكون على ضربين :
أحدهما يحلق له شعره إذا كانت في الرأس أو العنق أو موضع فيه شعر ، وضرب لا
يحتاج إلى حلق شعر بأن يكون في ظهر قدم أو ظهر موضع لا شعر فيه ، فأما إذا
كانت في موضع فيه شعر فعليه الفدية لإماطة الأذى بحلق الشعر ، والأصل في
جواز ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم احتجم فوق رأسه ، وهو نص ، والأصل
في وجوب الفدية عليه قوله تعالى : {فمن كان منكم مريضاً أو به أدى من رأسه
ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} ولا يحتجم المحرم إلا من ضرورة) . لتلك
العلاقة رأينا أبا حنيفة حينما أخطأ في المناسك ، يذكر لنا الحجام دون لفظ
الحلاق .
ذكر ابن الجوزي عن وكيع قال : (قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه
أخطأت في خمسة أبواب من المناسك فعلمنيها حجاج ، وذلك أني حين أردت أن
أحلق رأسي وقف علي حجام ، فقلت له : بكم تحلق رأسي؟ فقال : أعراقي أنت؟ قلت
: نعم .
قال : النسك لا يشارك عليه ، اجلس فجلست منحرفاً عن القبلة ، فقال لي : حول
وجهك إلى القبلة . فحولته ، وأردت أن أحلق من الجانب الأيسر ، فقال أدر
الشق الأيمن من رأسك فأدرته ، وجعل يحلق وأنا ساكت ، فقال : كبر . فجعلت
أكبر حتى قمت لأذهب ، فقال لي : إلى أين تريد؟ قلت : رحلي قال : صل ركعتين
ثم امض . فقلت : ما ينبغي أن يكون ما رأيت من عقل هذا الحجام . فقلت : من
أين لك ما أمرتني به؟ قال : رأيت عطاء بن أبي رباح يفعل ذلك) .
وللإمام أبي حنيفة رحمه الله ، أيضاً قصة مماثلة مع حجاج آخر ، فقد ذكر في
مناقبه أنه إمام في القياس ، قال علي بن عاصم : (دخلت على أبي حنيفة وعنده
حجاج يأخذ من شعره ، فقال للحجام ، تتبع مواضع البياض ، فقال الحجاجم : لا
تزد فقال : ولم؟ قال : لأنه يكثر ، قال : فتتبع مواضع السواد لعله يكثر ،
وحكيت لشريك هذه الحكاية فضحك وقال : لو ترك أبو حنيفة قياسه لتركه مع
الحجاج) . وهذه الحكاية تؤكد ما قلنا من أن الحلاق حجام أيضاً ، ويجمع
مهنتين في آن واحد .
وفي هذا دليل على أن أهل مكة حتى حلاقهم يعلم بالأمور الدينية المهمة
ويحفظها وإن لم يكن عالماً متخصصاً ، وما ذاك إلا لتلاصقهم بالحجاج ، وكثرة
ما يرون من أعمالهم ومناسكهم في الحج والعمرة .
[/right]
[/right]
[/right]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-matar-makkah.yoo7.com
admin
Admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 447
تاريخ التسجيل : 01/10/2009
العمر : 46
الموقع : http:\\matar.lifeme.net

الحرف والصناعات بمكة المكرمة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرف والصناعات بمكة المكرمة    الحرف والصناعات بمكة المكرمة  Icon_minitimeالخميس أبريل 28, 2011 3:59 pm

أهل مكة والشقادف
وقفة تأمل في قول الله تعالى الذي يشير إلى اتخاذ الدواب والمنافع المختلفة بأبدانها وألبانها وأشعارها ، وما يصاحبها من دفء وزينة وجمال وما يفرح الإنسان قصداً ومعنى : {والأنعم خلقها لكم فيها دفء ومنفع ومنها تأكلون*ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون*وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بلغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم} النحل [5-6-7] .
وقوله تعالى : {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون} النحل [8] .
ولهذا تتبع الإنسان هذه الوسائل للركوب ونقل الحمولة عليها من بلد لآخر واتخذها لنقل الرسائل البريدية الكتابية وغيرها ، كل هذا بعد أن صنع كل ما يعينه على ركوبها والثبات عليها ، من قبيط للجمل ، وسرج للخيل وبرذعة للحمير وما يصاحبها من لجام وشكيمة وعنان ومقود .
إلى أن فكر في وسيلة تزيد من مساحة الجلوس وربما النوم عليها وتحميه من حرارة الشمس ، خاصة في المسافات الطويلة فصنع من الأخشاب الهوادج لوضعها على ظهور الإبل ، مع إمكانية إرداف وحمل أكثر من شخصين .
وعلى اثر هذا التدرج الزمني الاجتماعي والسياحي والاقتصادي كان وجود واستعمال الشقادف – في زماننا هذا – الوسيلة المصاحبة للتنقل في الأسفار بين الفيافي والأودية ، خاصة حجاج وزوار بيت الله العتيق والتنقل في ربع بلاد الحجاز بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف ، قبل وجود أي وسيلة من وسائل النقل العصرية كالسيارات والطائرات وغيرها ، التي يستشفها المتأمل من قوله تعالى : {ويخلق مالا تعلمون}.
وقد ذكر الشقادف غير واحد ممن أرخ لأرض الحجاز ، وللحرمين خاصة .
وذكرها ابن بطوطة ، وقبله ابن جبير الأندلسي – 539هـ -614هـ في رحلته ، حينما مر بصحراء (عيذاب) على صعيد مصر ، وقد بدأ رحلته من الأندلس إلى مكة عام 578هـ وختمها 581هـ أي استغرقت أكثر من ثلاث سنوات .
ويقول السباعي في كتابه (تاريخ مكة) على اثر وصف ابن جبير لها : (إن هذا الوصف شيبه وصف الشقادف التي نركبها فوق الإبل) ، ويفهم من هذا أن استعمال الشقادف لم يكن خاصاً بالحجاز بل كان مستعملاً في مصر .

ما هي الشقادف؟
الشقادف شبه الهوادج التي توضع على ظهور الإبل ، وشبه المحارة ، إلا أنها أبسط وأوسع من المحارة ، ولها من الراحة ما ليس للمحارة والغرض من الهوجد والشقدف واحد ، وهو حمل الناس في الأسفار القريبة والبعيدة .
وقد وصف ابن جبير الشقادف وصفاً دقيقاً في رحلته بأنها : (أشباه المحامل ، وأحسن أنواعها اليمانية لأنها كالأشاكيز – شيء كالأديم توثق به السروج السفرية ومجلدة متسعة – يُوصلُ منها الاثنان بالحبال الوثيقة وتوضع على البعير ولها أذرع قد حفت بأركانها يكون عليها مظلة فيكون الراكب فيها مع عديله في كن من لفح الهاجرة ، ويقعد مستريحاً في وطائه ومتكئاً ويتناول مع ديله ما يحتاج إليه من زاد وسواه ويطلع متى شاء المطالعة في مصحف أو كتاب ، ومن شاء أن يلاعب عديله تفكها وإجماماً للنفس لاعبه ، وبالجملة فإنها مريحة من نصب السفر . أكثر المسافرين يركبون الإبل على أحمالها فيكابدون من مشقة سموم الحر غماً ومشقة) .

أهل مكة وصناعة الشقادف
تصنع الشقادف من الخشب (الملكك) على شكل مزخرف جميل المنظر ، وتكون في جانبي الشقدف نوافذ يطل منها الراكب إذا أراد ن وتكون ستارة الشقدف إما الجوخ أو المخمل مفصلة على مقاس الشقدف ومحلاة بشريط من الحرير لزخرفتها . والحبال المستخدمة في الشد رفيعة هي حبال (المرس) تشد بها الشقادف على أسنمة الجمال .
وعمل المكيين فيها يُعد من المهن التجارية التي يقوم بها المكيون خاصة في مواسم الحج ، حين يكرس المطوف أوقاته لخدمة الحاج ، ولذلك نجد طاهر الكردي يذكرها ضمن الحياة الاقتصادية بمكة مع أنها لم تكن في أوج وجودها العملي في زمنه ، ويذكر أن هناك صناعة الهوادج – الشقادف – المخروطة القوائم وقد انقرضت أو تلاشت ، ولم يبق منها غير ذكرى تمر باسمها إذا ما نظر إلى الأسباب والعوامل الكثيرة التي غيرت وجه الحياة الاقتصادية لمكة .
وعن أجرة الشقادف من المعتاد أن تكون أجرة الجمل الذي يحمل عليه هذا الشقدف إما مضاعفة أو بأجرة ونصف من أجرة الشقدف العادي ، لأنه ثقيل لا يستطيع حمله كل جمل ، ويقولون عنه (شقدف خيزران) كما كانت توجد وسيلة أخرى يستعملها الأمراء ، وعلية القوم وأولو الثراء ، ويعرف بـ (التخروان) ، وهناك أيضاً وسيلة أخرى يستعملها علية الأهلي ، الخيزران ، وهي أيضاً تصنع من الخشب مربعاً .
وكان أهل مكة يجهزون الشقادف لنقل الحجاج والزوار عليها إلى المدينة المنورة وتستغرق الرحلة نحو ثلاثة عشر يوماً .

أماكن وجود الشقادف والدواب
توجد الشقادف عند أهلها الذين يصنعونها ويؤجرونها على المحتاجين إليها ، وللذين ينقلون الناس إلى الأماكن البعيدة من مكة إلى المدينة المنورة أو إلى جدة أماكن تجمع وانطلاق مع دوابهم ، منها (قوة الحمّارة بالشبيكة) ولهم فيها أيضاً شيخ يلجؤون إليه عند الحاجة ، كما لهم محطات يقفون عندها أثناء السفر ، وكانوا يفرقون بين الدواب المسافرة إلى جدة والمسافرة إلى المدينة ، أيضاً يختارون الدواب الجيدة المتمرنة على السفر ومعرفة الطريق ، وربما أطلق صاحب الدابة لدابته العنان فتسير في الطريق وحدها ، لأنها قد عرفت الطريق بالمرور المتكرر وهذا معروف في الدواب أنها لا تضل الطريق الذي مشته مرة واحدة ، بل إذا جاءت مكان مورد الماء خفت السير قليلاً ، حتى تقف ويفهم من ذلك أنها وصلت إلى مورد ماء ، وبهذا يستدل أصحابها زيادة على الطريق وكم قطعوا من المسافة . إنها حوائج تقضى بالإشارة بين الدواب وأصحابها ، والكل يفهم صاحبه ، فسبحان الذي فهم سليمان منطق الطير .

محطات الاستراحة أثناء السفر
كان لأهل الشقادف المكية – كما لأهل الركب المكي من الجمالة والحمارة – محطات في طريق المدينة المنورة وجدة ، ولم يكن هناك طرق غيرها في ذلك الوقت ، ومسافة الطريق بين مكة وجدة أقصر من مسافة طريق المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام . وترتيبها كما ذكرنا عند ذكر الركب .
الفرَّانة في مكة المكرمة
ومن
المهن والحرف في مكة المكرمة مهنة الفرانة المتوارثة عن الآباء والأجداد
وهي لم تزل ولا تزال مهنة شريفة ، إذ يعول عليها المجتمع في العيش والغذاء ،
ولا يمكن للإنسان أن يعيش بلا غذاء ، ويكفي الفرانة أنهم يعملون من أجل
الإطعام وضمن الأشياء الضرورية للإنسان التي بها قوام بدنه ، وأنهم يقومون
بإطعام الفقراء والمحتاجين ، إذ لا أظنهم يمنعون جائعاً رغيف خبز يطلبه
منهم وأنهم يكسبون الأجرين ، المال والثواب من الله تعالى وأنهم من أهل
الصدقات والصدقة من الخير ، وتطفئ غضب الرحمن ، فالخبر لمن يشتري ولمن يأكل
ولمن أراد الثواب ، وكل ذلك من فضل الله تعالى على الجميع .
والفرانة في مكة على ثلاثة أنواع : منها نوع في (الحلويات) ونوع في الحامض ونوع في المالح .
أما في الحامض والمالح معاً : فهم الذين يعملون الخبز الحب ، والشامي
والصامولي الطويل والقصير ، ويضاف إلى هذه الأصناف الملح والخميرة .
وكان أكبر وأشهر فرّان في عمل الحول ، شيخ طائفة الفرانة الشيخ أحمد كعكي
وهو والد عبد الله كعكي الذي آلت إليه مشيخة الفرانة بعد وفاة والده ، ثم
إلى ابنه عادل عبد الله كعكي – حالياً – وسموا بالكعكية لأنهم كانوا يصنعون
الخبز الكعك فقط ، أو بدؤوا به ، ثم توسعوا في المهنة ، ولا زالوا حتى
الآن هم أشياخها وكان مقرهم القديم بعد سوق الصغير على طريق الصاعد إلى
أجياد من الجهة الجنوبية للحرم في حوش الأشراف آنذاك .
ومنهم : علي عيسى من أهل أجياد أيضاً ، ومنهم إبراهيم خضري المشهور بالملقاط ، وهو عم لحسني كعكي ومن كبار عائلة الكعكية .
ومنهم : الشيخ هاشم بد ، في الشبيكة حيث كانت له طاحونة كبيرة لطحن الحبوب ،
إلى أن أسس ابنه حامد بدر المخابز الكهربائية الكبيرة بمعاونة إخوانه أحمد
وصالح ، ولهم عدة فروع في مكة وجدة ، وفي بعض مدن المملكة ، ومقرهم الرئيس
مكة المكرمة ، كما لهم مصانع للحلويات (الشوكولاته) وغيرها والمعمول ،
والكيكات ، وغيرها من الأعمال الحلوة الكثيرة والمتنوعة ، وقد رشح الشيخ
أحمد بدر هاشم لمشيخة الفرانة بمكة بعد وفاة الشيخ عبد الله كعكي ، ولكنه
اعتذر لكثرة مشاغله ومسؤولياته الكبيرة ، وهم أيضاً أصحاب قصور الأفراح
بمكة ، إلى غيرها من مصانع الخبز والحلويات الآلية بمكة المكرمة .
وأما الفرانة في عمل المالح والحامض بالإضافة إلى بعض المذكورين ، فمنهم :
الشيخ أبو علي رفاعي من مشائخ الصنعة قبل الكعكية ، وآل الجداوي ، وآل
منصور عزب ، وآل عبد التواب في سوق المعلاة ، وآل غنيم في باب العمرة ، وآل
معوض منهم جميل ، وآل حسني كعكي ، وآل أ؛مد عوالي في المعابدة حالياً ،
وآل عبده شعيب وآل الطبل ، وآل الخفاجي ، وغيرهم من أبناء المهنة ، وإنما
ذكرنا الأشهر منهم ، ولا يزال الكثير من هؤلاء يمارسون هذه الصنعة حتى
يومنا هذا ، ومنتشرة أماكنهم في مكة وخارجها .
ومن أخبار الفرانة ما نشر في جريدة البلاد السعودية قبل خمسين سنة تقريباً :
(يلفت معاون أمين العاصمة إلى أن بعض الفرانة عاد إلى خلط دقيق الذرة
بالحب كما أخذ بعضهم في إنقاص وزن القرص عن الوزن السابق لا سيما في العيش
الصامولي ، ونحن نعتقد أنه إن صح ذلك ، ولا بد أن حصرة المعاون سيتحقق من
ذلك فلا بد من جزاء صارم لحفظ الحالة المقررة سابقاً بصورة دائمة) .
وممن يلتحقون بالفرانة جماعة من أهالي تركستان ، فإن بعضاً منهم عندما
تكاثر وجودهم بمكة في أوائل القرن الرابع عشر الهجري ، أخذ يصنع خبزاً
يسمونه (التميس) وهو خبز فطير ، يخبز في تنور لا في فرن ، فبعد تهيئة
العجين يقرص ، ثم يقرض القرص بىلة مخصوصة ليكون أشبه بالمخرق ، ثم يلصقونه
في جدار التنور إلى أن ينضج ، فيخرج ويكون زبائنه حاضرين يتلقفونه ، فقد
أولع به كثير من الناس والأهالي خصوصاً في وجبة الإفطار ، ولا زال ذلك
رائجاً وقائماً حتى الآن ، إلا أن بعض أهل البلاد وكثير من اليمانيين الذين
تدفقوا عليها في العهود الأخيرة شارك التركستانيين في عمله ، وقد تطورت
صناعة الفرانة بالآلات الحديثة ، والمعاجن الكهربائية ، وغير ذلك ، وبطل –
أو كاد – عمل الخبز في البيوت ، وعزز ذلك قلة الحصول على الخدم لمعاونة ربة
البيت في شؤونه
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-matar-makkah.yoo7.com
admin
Admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 447
تاريخ التسجيل : 01/10/2009
العمر : 46
الموقع : http:\\matar.lifeme.net

الحرف والصناعات بمكة المكرمة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرف والصناعات بمكة المكرمة    الحرف والصناعات بمكة المكرمة  Icon_minitimeالخميس أبريل 28, 2011 4:02 pm

السمانة بمكة المكرمة
إعداد
السمن من المهن التي مارسها أهل مكة حينما كان السمن الطبيعي كثير الورود
إليها وهو نوعان : نوع يقولون عنه (سمن بقري) أي مستخرج من لبن البقر ،
ويأتيها من جهة الجنوب ، ونوع يقولون عنه (سمن غنمي) أي مستخرج من ألبان
الأغنام ويأتيها من الجهات الشرقية ، من مواشي القبائل الضاربة هناك على
حدود نجد ، وكانت تشاهد عند ورودهم قربة فاتحة صفين ، عن يمين الصاعد من
المسعى إلى سوق المعلاة في أواسط شارع المدعى ، ولأن جمهرة الوزانة –
بميزان القباني وهي موازين معروفة – كانت هناك ، وقد كثر توارد السمن
البحري في فترة من الزمن من الصومال والسودان ، وتخصص أشخاص في بيع السمن
في سوق الصغير وفي شارع المسعى في حلل من النحاس .
ثم اصبحوا يشترون السمن ويخزنونه في (التنكات) الكبيرة ، ويلحمون هذه
(التنكات) بحيث يبقى السمن محفوظاً في داخلها ، ثم يبيعونه في الوقت الذي
يحتاج إليه الناس .
وكانوا يضعون السمن في قدور خزفية كبيرة ، فإذا حضر المشترون تخيروا
الأنواع التي يريدونها ، فهناك السمن البري وهو أفضل أنواع السمن وأغلاها ،
ثم السمن البقري الذي يغلب على لونه الاصفرار بينما يكون السمن البري أبيض
ناصعاً ، وهذا السمن البري كان يستعمل مع الفول المدمس ، ولقلي البيض
وعمل بعض الأطعمة التي تعتمد على السمن في معالجة طبخها ، أما السمن البقري
فيدخل في الأطعمة الأخرى كالخضار واللحوم وغيرها ولاستعمالات أخرى كثرة
ومختلفة .
ومن أشهر تجار السمن بمكة في أنصاف هذا القرن الشيخ عبد القادر فقيه هو
ومعاونه الشيخ حمزة بوقري ، وأبناء فقيه من بعده محمد وعبد الرحمن فقيه ،
وقد بدأ الشيخ عبد القادر فقيه العمل في المجال التجاري منذ فترة طويلة
تعود إلى 1340هـ حيث بدأ بتجارة التجرزئة حتى تحولت إلى تجارة الجملة ن ثم
ازدهرت تجارته واصبح يتصل ببعض المصدرين في أوروبا ، وعقد معهم اتفاقيات
لتوريد بعض البضائع منها الحرير والأصباغ والخيوط القطنية ، ثم توسعت تجارة
الشيخ عبد القادر فقيه واضاف فرعاً جديداً ومستقلاً لتجارة السمن النباتي
وذلك في عام 1369هـ وكانت أول كمية للسمن النباتي لا تزيد على طنين قيمتها
180 جنيه إسترليني ، حتى اصبح يستورد آلاف الأطنان حتى إنه كان يستورد 80%
من حاجة البلاد ، إلى أن صار يصدر السمن النباتي إلى الدول العربية
المجاورة .
وقد تم تأسيس أول مصنع للسمن بمساهمة من الشيخ عبد القادر فقيه والشيخ حمزة بوقري ، وذلك في المنطقة الصناعية .
هكذا مارسوا تجارة السمن النباتي باستيراده من الخارج وتطوير مصادره إضافة
إلى زيت الزيتون المعروف ، إلى أن صار السمن البلدي منتشراً في مكة بجودة
عالية ورائحة مثالية ، بعد أن لحق بالسمن البلدي ما لحق من الغش التجاري
بخلطه من الزيت العادي .
وقد طور الشيخ عبد الرحمن فقيه بعد وفاة والده وبمعاونة أخيه محمد طرق
استيراد وإنتاج السمن النباتي بالمملكة بعد قصة طويلة فيها أنواع من الجهد
والكفاح ، وقد استقر لهما ما أرادا من إنشاء مصانع السمن بمكة ن إلى أن نمت
التجارة وتوسعت لتشمل عدة أنشطة عملاقة أشهرها مزارع فقيه للدواجن التي
انتشرت بكثرة وافرة في البلاد ، فقد كان يوجد بمكة كما يقول الشيخ الكردي
ثلاث مزارع للدواجن ، الأولى مزرعة فقيه للدواجن وهذه المزرعة أقدم المزارع
والثانية مزرعة الشيخ عبد الله كعكي ، والثالثة مزرعة الشيخ عبد الله كوير
.
الصَّاغَة في مكة المكرمة
كان
شيخ الصاغة هو الحاكم بأمره في هذه المهنة ، وهو الكل في الكل كما يقال ،
فكل من اشترى قطعة ذهب من أي مكان في مكة فإنه لا بد له أن يأتي بها إلى
شيخ الصاغة ، ويعرضها عليه للتأكد من العيار والوزن ، حتى لا يُغش فيها ،
بل ويأخذ ورقة من الشيخ تبين وزن وعيار القطعة وقيمة المثقال .
وكان شيخ الصاغة قبل (60 سنة) الشيخ محمود بدر ثم الشيخ محمد علي فارسي ، وشيخ الصاغة لا علاقة له بالأحجار الكريمة .
وكان محلهم في سوق الليل في زقاق الصوغ كما ذكرنا في غير هذا الموضع .
وبالتحديد : في زقاق الحجر ودار مولد السيدة فاطمة ( رضي الله عنها) التي
كان يسكنها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أم المؤمنين السيدة خديجة رضي
الله عنها .
وكانت هناك عدة مصانع للصاغة منها : مصانع الريس في مكة ، ومصانع الشيخ
جميل فارسي بجدة ، ومصنع محمد عثمان المعلم بالطائف ، ومصنع سلامة بالمدينة
المنورة وعدة مصانع أخرى بالرياض .
ويقول الشيخ طاهر الكردي في تاريخه عن الصاغة : (الصياغة من الأمور
الضرورية للبشر لما فيها للنساء من التحلية والتزين بالذهب والفضة والجواهر
، فهي من الصناعات القديمة المعروفة في جميع بلدان العالم ومنها (مكة
المكرمة والمدينة المنورة) ومكة المشرفة تعرف الصياغة من قديم الأزمان
والعصور وفي عصرنا هذا عصر التقدم والتمدن برع أناس من أهل مكة في صنعة
الصياغة إلى درجة عظيمة لأن فيهم ذكاء ، ولأهل الصياغة عندنا سوق معروف
خاصة وعليهم شيخ من أهل الصيغة .
وفي دكاكينهم أنواع كثيرة مختلفة من الحلي ، كالأسوِرة الذهبية والعقود اللؤلؤية والخواتم المحلاة بالأحجار الكريمة .
وهناك طائفة منهم عريقون في هذه الصنعة أباً عن جد [بالوراثة] وبعضهم مستجد
مارس هذه المهنة اللطيفة النظيفة بنفسه عن رغبة وشوق فصار يشار إليه
بالبنان .
الحاصل أن مكة المكرمة لا توجد صنعة في الدنيا إلا وفيها مثلها ولله الحمد ،
ولا غرو فهي بلد الله الأمين وبلد رسوله العزيز المكين ، ففيها نبع
الإسلام وإليها يعود الإيمان فهنيئاً لأهلها ومن كان فيها) . انتهى كلامه
العِطارَة في مكة المكرمة
[right]العطر
– بكسر العين وإسكان الطاء – اسم جامع للطيب والجمع عطور ، والعطار بائعه
وحرفته العطارة ، ورجل عاطر ومعطار ، وامرأة عطرة ومعطرة ، يتعهدان أنفسهما
بالطيب ، ويكثران منه فإذا كان ذلك من عادتها فهي معطار ومعطارة . لسان
العرب .
والعطار هو بائع الطيب ، وحرفته العطارة ، وهو لا يقتصر في عمله على بيع
العطر وإنما يبيع الأعشاب الطبية المختلفة والأخرى التي تستعمل في أمور
أخرى مختلفة ، فهو يبيع الأعشاب التي تستعمل في علاج المرضى ، فكل عطار في
القديم هو إلى الصيدلة أقرب منه إلى العطارة ، وكانوا يسمون الصيدلة بيع
العطارة ، وكانوا يسمون العطار أحياناً بالصيدلي .
ولا يزال العطارون منشرين في الحجاز ، وفي كثير من البلاد الإسلامية ويسمون
بنفس التسمية ويبيعون الأعشاب إضافة إلى الطيب ، والعطارون كانو يبيعون
للناس العطر والأعشاب التي يصفها لهم الطيب .
والعطارة في مكة يُصنفون ثلاثة أنواع ، النوع الأول : عطارة الأعشاب
وتركيبها وصرفها من قبل أطباء متخصصين في ذلك ، وكان على رأسهم آنذاك
الحكيم سلطان بخش – أو زبدة الحكماء – سيأتي ذكره عند الحديث عن (قاعة
الشفا) .
وأما النوع الثاني فيتمثل في : عطارة البقالة ، أو الدكان ، يباع فيها مثل :
حبة البركة أو الحبة السوداء ، والنانخة والسفوفات وجميع أنواع البهارات
وما شاكلها .
والنوع الثالث يتكون عن : (العطرجية) وهن أصحاب العطور الدهنية ، مثل :
العود والورد والمسك والعتبر وما شابه ذلك ، وطيب البخور بمختلف أنواعه .
وكان من التجار فيها مثل : بيت الألفي ، وبيت التونسي ، وبيت مظفر عالم
وبيت الحبحب وغيرهم ، وكانت معظم دكاكينهم في المدعى ، ولا تزال بعض آثارها
إلى يومنا هذا بل زادت .
فالعطرجي يختلف عن العطار في البقالة ، وعطار البقالة يختلف عن عطار الأعشاب ، وكلهم أحباب .

الطِّبُّ . . وقاعةُ الشِّفَا بمكة
من المهن المشهورة بمكة المكرمة مهنة بيع العقاقير الطبية النباتية
والبهارات وللقائمين بها شيخ كبقية المهن ، وكان جمهرتهم في قسم من شارع
(المدعى) ، وكانت لقسم منهم أيضاً دكاكين بمحلة (الشامية) على مقربة من
رحبة (قاعة الشفا) وقد زالت الرحبة ، وزالت معها الدكاكين التي كانوا
يشغلونها ، وتفرقوا إلى جهات متعددة .
وكان معظم من يمتهن ذلك (بقاعة الشفا) من الجالية الهندية فما أصل (قاعة الشفا) هذه وأين تقع؟
يقول الشيخ محمد طاهر الكردي : (قاعة الشفا بجوار المسجد الحرام باب القطبي
وباب الباسطية ، بضعة دكاكين عطارة يباع فيها شيء من الأدوية المستخرجة من
الأعشاب والحبوب الهندية ، وفيها بعض الأطباء الهنود الذين يعالجون المرضى
بالعقاقير اليونانية) .
ويقول الغزاوي في شذراته : (قاعة الشفا : في الجهة الشمالية من (باب
العتيق) وباب (الباسطية) وباب القطبي – أي من الشامية – منطقة تدعى (قاعة
الشفا) وكنتُ أعلل تسميتها بذلك بكثرة ما كان يشغل حوانيتها من ممارسي الطب
الهندي أو اليوناني ، غير أن ذلك ما كان إلا في القرون الأخيرة ، وأعياني
أن أعرف سبب التسمية حتى الآن .
وقرأت في التراجم أن امرأة كانت تدعى (الشفاء) من قريش فقلت لعلها كانت
تسكن ثمة ، ولها قاعة فنسبت إليها وصرفت بمرور الأيام والأعوام ، وأخيراً
قرأت في قصيدة لعبد الله بن قيس الرُقيات وهو من شعراء القرن الأول في عصر
ابن الزبير (العائذ) يقول في مطلعها :
ذهبت ولم تزر أهل الشفاء - - - ومالك في الزيارة من جداء
فقلت إذن هو يعني أهل هذه المنطقة قاعة الشفاء وإنها إنما نطقت بالقصر ، كما يقال (الدهنا) والدهناء ، انتهى كلامه .
قلت : فقاعة الشفا هي عبارة عن مجموعة دكاكين صغيرة لأطباء حكماء يعالجون
فيها الأمراض بالأدوية الشعبية بالطب اليوناني كالعقاقير والدهانات
والسفوفات ، وهي بمنزلة العيادة للكشف على المرضى ، وتشخيص الداء ، وفي نفس
الوقت كالصيدلية لصرف الأدوية ن وسميت بقاعة الشفا لحصول الشفاء من
الأمراض بسبب الأدوية التي تصرف منها – والشفاء بإذن الله تعالى – ولوجود
أكثر الأطباء والحكماء فيها ، خاصة أيام الحج ، وهؤلاء هم أهل العطارة
الذين ذكرناهم آنفاً .
ولما كانت رقعة مكة صغيرة وسكانها قليلين كان هذا القدر من الأطباء
والعقاقير الهندية اليومانية كافياً لهم ، علاوة على حسن نيتهم ، وقلة
الأمراض الناتجة من حسن توكلهم على الله تعالى ، وعدم انتشار الفساد بينهم .
ثم لما كان زمن الحكومة السعودية ، اتسعت رقعة مكة المكرمة اتساعاً عظيماً
فامتد العمران في جميع النواحي ، وكثر الناس بها كثرة عظيمة ، وهذا يستلزم
انتشار الأمراض المختلفة ، كما يستلزم هذا كثرة وجود الأطباء والدكاترة
المتعلمين في البلاد الأوروبية ، فاستحضرت الحكومة السعودية كثيراً من
الأطباء من مختلف الأجناس ، وفتحت مستشفيات عديدة وصيدليات كثيرة ، وفيها
من الأدوية المستحدثة الشيء الكثير الذي يدهش المطلع عليه ، فيوجد في مكة
وحدها مستشفى أجياد العام ، ومستشفى الزاهر ، ومستشفى الولادة ومستشفى
النور وغيرها .
أما الآن فهناك مستشفى الملك فيصل – الششة – ومستشفى حراء العام ومستشفى
النور التخصصي ومستشفى منى العام ومركز مكة الطبي إلى جانب المستشفيات
والعيادات الخاصة الكثيرة بمكة ، وكل هذا ناتج عن النهضة الصحية التي
شهدتها المملكة العربية السعودية ، ليس في مكة فحسب بل في جميع مدنها
وقراها .
ومن أشهر أطباء قاعة الشفاء الطبيب سلطان بخش الذي حاز على لقب (زبدة
الحكماء) من قبل الملك عبد العزيز – رحمه الله – لأنه قام بمعالجة أحد
أفراد الأسرة المالكة فلقب بهذا اللقب ، وبالفعل كتب على لوحة صغيرة (زبدة
الحكماء) وعلقها على باب داره وعيادته أمام المسجد الحرام على بعد (6
امتار) تقريباً عند باب الزيادة (من أبواب المسجد الحرام) القديمة وهو في
جهة الشامية .
ومنهم الطبيب الحكيم إعجاز الدين بالقرب من بيت بانعمة ، وكان عنده
الحمانات لتراكيب الأعشاب ، ومنهم الحكيم : معراج الحسن ، وهذا كان يقوم
بدور المعالجة بالأدوية الشعبية التي تذكر بأرض الهند بالطب البلدي
واليوناني ، ولديه أيضاً الطب (الهموبيتك) ، الذي تراكيب ومكوناته من الطب
الشعبي للأعشاب والطب الألماني الذي معظم حبوبه حلوة وتعطى لجميع أنواع
الأمراض ، والهموبيتك أي خلاصة الخلاصات ، ومنهم زين العابدن رئيس المشهور
بـ (ساقدانة) وسيف بن ظفر الله العطار ، وإسلام الله العطار .
ومنهم : إسماعيل جان ، ويوسف العطار ابن أحمد الله العطار ، ومكانهم عند
باب القطبي على يمين النازل إلى سويقة وتحت بيت السيد عمر علوي وأمام برحة
الزينة قديماً ، وحالياً أمام باب العمرة على يسار النازل من الشامية ،
وهناك دكاكين للعطارة في سوق الصغير .
ومنهم : عبد الحفيظ ميجان ، وعبد الرحيم ميجان ، ومحسن بلهادر . وكانوا جميعاً متمكنين من معرفة الأعشاب وتراكيبها الدوائية .
وهناك أيضاً دكاكين عطارة في المدعى مثل : دكان العرقسوس والجستنية ، وعبد
الكريم سندي ، وطلال اللياتي الذي بقي إلى وقت قريب ، وهناك أيضاً دكان
صبغة شيخ العطارة بمكة . وهناك دكان أبو زبيبة وهو مفتوح (24 ساعة) كمراكز
الطوارئ والصيدليات المناوبة حالياً .
وكان أهل مكة يستخدمون الزنجبيل لعلاج أمراض الرأس ، والنانخة والكمون لعلاج أمراض البطن بأنواعها المختلفة .
وبعض الأعشاب لتنظيف الأمعاء ، مثل السنامكي وغيرها ، ومنها : الشمر
والكركديه والحلبة والشعير ، والزعتر ، واليانسون ، وحبة البركة وزيتها ،
وزيت الزيتون ، وزيت السمسم ، وغير ذلك .
وقد تكون هذه الأشياء موجودة في البقالات ، لكنها ليست من مهنة العطارة الكبيرة المتخصصة في الأعشاب .
وكان إذا كسر عضو أحد الأشخاص فهناك جماعة متخصصة في تجبير العظام وإعادة العظم إلى مكانة بإذن الله تعالى .
منهم الشيخ بشناق وابن صالح والشيخ عبد الله المشهور بابن بالكي ، في جرول ومنهم بعض الحضارمة أيضاً في جرول .
منهم بين الجاوا في المسفلة من المشهورين بالعلاج الشعبي وبتلاوة القرآن
الكريم على الموضع المكسور من جسد الإنسان ، والمعيون ، والمعتوه والمصروع
وغيرهم .
ومنهم الشيخ الحاج بكر تكروني ، والحاج مالم سعيد في الهنداوية يجبر كسر
العظام ، وقد آل عمل التجبير إليه بعد رحيل والده ، ويحمل تصريحاً من وزارة
الصحة كما هو حال الأب سابقاً . اللهم اشفنا من جميع الأمراض والأسقام
والآلام آمين
الزمازمة في المسجد الحرام
[right]أكرم
الله أهالي مكة المكرمة وشرفهم بخدمة بيته العتيق الذي جعله الله مثابة
للناس وأمناً وقد اشتهروا ببعض المهن ، ومنها مهنة سقاية الحاج ويطلق عليهم
(الزمازمة) ومهنة الطوافة ويطلق عليهم (المطوفون) ، فمهنة الزمازمة قبل
خمسين عاماً كانت على النحو التالي :
كان لكل زمزمي خلوة داخل المسجد الحرام يضع فيها أوانيه المكونة من الأزيار
الكبار (يطلق عليها أزيار مغربية ، وهي عبارة عن خزانات من الخفار)
والدوارق والشراب ، وهي أيضاً مصنوعة من الفخار والحنابل والمفارش ،
والطاسات المصنوعة من النحاس المنقوش عليها آيات قرآنية .
أما اء زمزم المبارك فكان يجلب بواسطة السقاة المتخصصين في نقل ماء زمزم من
البئر مباشرة إلى خلاوي الزمازمة المنتشرة في أروقة الحرم الشريف بعد صلاة
الصبح بواسطة القرب المصنوعة من الجلد .
هناك بسط في حصاوي المسجد الحرام لكل زمزمي بحسب أعداد حجاجه موزعة في
أنحاء الحرم الشريف ، ويقوم الزمزمي وأبناؤه والخدم التابعون له بوضع
الدوارق والشراب بعد أن يضع عليها (النيشان) الخاص به ، وهو عبارة عن علامة
تميزه عن الزمزمي الآخر ، وبعد ذلك يقوم الزمزمي والتابعون له بإجراء
عملية البخور ، أي تبخير الأزيار بالمستكا ، بعد ذلك تتم عملية تعبئة
الدوارق والشراب ، من ماء زمزم المبخر وهناك مرافع كبيرة وصغيرة داخل كل
خلوة من خلاوي الزمازمة مصنوعة من الحديد والخشب توزع هذه المرافع على
الحصاوي وعليها الدوارق والشراب فيشرب منها المعتمر والزائر وأهالي مكة ،
وتوضع الدوارق الصغيرة الحجم أمام البسط التابعة لكل زمزمي وتغطى بالشاش .
ويبدأ عمل الزمازمة في شهر رمضان المبارك بعد صلاة الظهر مباشرة حيث يجهز
كل زمزمي الدوارق لتوزيعها على الأقارب والأصدقاء والمطوفين التابعين له .
وهناك سبيل المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود يرحمه الله داخل الحرام
الشريف من ماء زمزم ، كان قبل التوسعة خلف بئر زمزم ، ثم نقل بعدها إلى
محلة الهجلة ، وهو على مدار العام لتعبئة الجوالين ، وقد انتقل أيضاً من
هذا المكان إلى كدي جنوبي مكة بخدمات أكبر وأكثر سهولة .
وقد تم تجديد هذا السبيل بكدي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن
عبد العزيز يرحمه الله عام 1415هـ وخصص لتوزيع مياه زمزم على الراغبين ،
وتزويد المسجد النبوي يومياً بمياه زمزم ويتكون المجمع من عناصر متعددة .

غسل الكعبة المشرفة
يشارك الزمازمة في غسل الكعبة المشرفة مع حاكم البلاد أو من ينيبه مع سدنة
بيت الله الحرام (آل الشيبي) وخدام المسجد الحرام (الآغوات) وأهالي مكة
المكرمة في الأول من شهر شعبان والسابع من شهر ذي الحجة من كل عام .
يجلب ماء زمزم من البئر بواسطة الدلو ، وهناك دلوان يسمى الأول الدلو اليماني ويسمى الثاني بالدلو الشرقي .

الزمازمة في موسم الحج
كان ارتباط الزمزمي مع الحجاج على نظام السؤال ، أي أن الحاج يسأل عن
زمزميه كما يسأل عن نطوفه ، وبعد أن تتم عملية السؤال يقوم الزمزمي بتقديم
ماء زمزم البارد والمبخر لحجاجه ويستقبل الكعبة المشرفة ويعدو لهم بدعاء
زمزم ومنه (اللهم إني أسالك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وقلباً خاشعاً
ولساناً ذاكراً وحلالاً طيباً وشفاء من كل داء وسقم) لأن ماء زمزم لما شرب
له طعام طعم ، وشفاء سقم ، كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم .
وبعد ذلك تتم عملية توزيع ماء زمزم على مساكن الحجاج بواقع دورق واحد لكل
حاجين يستمر التزويع يومياً حتى مغادرة الحجاج إلى بلادهم ، وبدون عوائد
رسمية بل بما تجود به أيدي الحجاج ، وقد تحسنت هذه المهنة في العهد السعودي
الزاهر بإنشاء مكتب الزمازمة الموحد في مكة بالقرار الوزاري رقم 367/ق/م
في 21/9/1403هـ والمكون ( من نخبة طيبة من الزمازمة المشهود لهم بالإخلاص
والأمانة) يضم أحد عشر عضواءً منهم رئيس للمجلس ونائبه والباقون أعضاء في
المجلس ، ويقوم هذا المكتب نيابة عن الزمازمة كمجموعة واحدة وعمل جماعي
متكامل في توزيع جوالين زمزم على ماسكن الحجاج ، بدلاً من الدوارق التي
كانت تستخدم في السابق ، وذلك بواسطة أعضاء مجلس الإدارة ، ويختار نخبة من
أبناء الزمازمة ومن أهالي مكة المكرمة غير الزمازمة بتوظيفهم في موسم الحج
كمشرفين ومراقبين وسائقين وعمال ، هؤلاء يقومون بتوزيع ماء زمزم على مساكن
الحجاج في جميع أرجاء مكة المكرمة ، وذلك حسب توجيهات خادم الحرمين
الشريفين ومتابعة معالي وزير الحج ، ورقابة رئيس مكتب الزمازمة بتقديم أفضل
الخدمات لحجاج بيت الله الحرام .
البازانات في مكة المكرمة
[right]البازان
في عرف أهل الحجاز عامة : هو مكان مورد الماء وجمعه بازانات ، وقيل : هو
اسم موظف – عمر بازان – كان قد أرسله أحد أمراء المغول في العراق عام
1326هـ لإعادة إصلاح خط المياه المدمر .
وقيل : قيل اسم رجل وضع البازانات في العهد التركي .
وقد ذهب رسم البازان اليوم فلم يبق إلا اسمه ، إلا أنه بقى اثر في حارة
المسفلة ، وهو سبيل الملك عبد العزيز الذي أنشأه سنة 1358هـ ، وهو عبارة عن
قبة ومواسير معمولة من الفخار مثل الزير والشراب فتمد هذه المواسير من عين
زبيدة وتصب في هذه القبة ، ويعمل من أسفل هذه القبة ما يسمى بـ (البزبوز)
فيأتي الناس ويستقون ، وكانوا يتزاحمون في رص (التنك) والشراب لأخذ الماء
إلى البيوت ، وكانوا يحفظون الماء في الحنفيات المبنية من اللبن والحجر
داخل البيوت ، فعندما ينقطع الماء من البازان يأخذون من هذه الحنفيات .
أما عدد البازانات التي كانت موجودة في حارات مكة ، فمنها : بازان في
المدعى ، وبازان في شعب عامر ، وبازان في أجياد ، وفي جرول وفي المسفلة وفي
الشبيكة وفي سوق الليل ، وفي القشاشية وفي الشامية وفي الجودرية وكان يسمى
بازان التمارة وربما يوجد في الحارة الواحدة أكثر من بازان إذا كانت كبيرة
من حيث السكان .
وما دمنا بصدد الحديث عن البازان والعين والماء فلنذكر شيئاً عن ا(السقا) و (الزفة) في مكة المكرمة قديما .
السقا : بتشديد السين والقاف – هو من يقوم بعملية استقاء الماء من البئر
بواسطة الحبل المربوط على الدلاء ، فتجلب من البئر إما بواسطة اليد أو
بواسطة البكرة المعلقة على خشبة تكون على وسط فم البئر أو بواسطة البقر أو
الإبل .
وأما (الزفة – بتشديد الزاي والفاء) فهي حمل الماء في تنكتين – أي
(صفيحتين) بواسطة عصا يضعها الإنسان على منكبه ويربط كل تنكة في طرف العود
فيمشي بهما ، وبعضهم يحمل تنكة واحدة فقط فوق رأسه كما تحمل النساء
الفلاحات بمصر الماء من نهر النيل في جرة يضعنها فوق رؤوسهن .
.[/right]
.[/right]
[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-matar-makkah.yoo7.com
admin
Admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 447
تاريخ التسجيل : 01/10/2009
العمر : 46
الموقع : http:\\matar.lifeme.net

الحرف والصناعات بمكة المكرمة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرف والصناعات بمكة المكرمة    الحرف والصناعات بمكة المكرمة  Icon_minitimeالخميس أبريل 28, 2011 4:03 pm

المقاولون والمعلمون والبناؤون في مكة المكرمة
البناء حرفة شريفة ، وضرورية في المجتمع الحضاري ، ولا تخفى أهميتها على الجميع ، وقد عمل في البناء الملائكة والأنبياء وذلك في بناء الكعبة أول بيت وضع للناس بمكة المكرمة ، أما ممارسة هذة المهنة فيكاد يكون البناء في مكة وفي بعض مدن الحجاز (مكة والمدينة وجدة والطائف) على نظام ونسق واحد من حيث التصميم والتنظيم والتفصيل ، والمواد المستعملة في البناء والمكونات الشكلية الخارجية والداخلية للبيت الصغير والكبير ، كالقصور وما شابهها ، وفيتحد الطراز دون اختلاف بين مدينة وأخرى من المدن الحجازية إذ تراه بنفس الطريقة في هذه المدن , وترى الاتباع العام في التفصيل الخارجي والداخلي يتكون من جلا وغرفة ومجلس وصفة ومخلوان ودهليز وديوان ، ومن ابراز الرواشين والمشربيات والكباريت والطيق (الشابابيك) (البيبان والبراندات) وأخيراً (البلكونات) ومن طول البيت أفقياً ، ومن بسطه أرضاً .
وكان البناؤون قبل أن تأتي هذه القوالب من الطوب الأحمر والأبيض ، كانوا يبنون بيوتهم باللبن ثم بالحجارة والطين إلى أن تطور الأ/ر فاستعملوا الآجر الأحمر المعمول في النار ، ومادته من الطين ، وكان محلهم بالنوارية ، والكعكية أو الرصيفة أخيراً .
قال الشيخ محمد طاهر الكردي : (بناء المنازل والقصور بمكة المكرمة يكون من الحجارة الصماء ، المأخوذة من جبال مكة المشرفة ، ويبنونها من تراب مكة ونورها ، وبقدر ما يزاد من النورة في البناء تكون البيوت أقوى وأشد ، مناجم النورة في مكة كثيرة ، وللعمال من أهل مكة مهارة في تكسير الجبال والصخور بالحديد والألغام منذ زمن بعيد ، وكانوا يبيعون الحجارة لعمل البناء بالمئات ، فالمائة من الحجارة كانت تساوي كذا من الريالات ، وكانوا ينقلون هذه الحجارة على ظهور الحمير من الجبال القريبة من مكة إلى نفس محل العمارة بها وكان هذا حالهم إلى سنة 1375هـ وهي السنة التي ورد فيها الإسمنت إلى مكة المشرفة بكثرة وافرة ، وبعد السنة المذكورة ، صار الناس يبنون بيوتهم بالإسمنت وأهملوا عمارتها بالحجارة ، وبذلك بطل تكسير الجبال وأخذ الحجارة منها للعمارات .
ولأهل مكة مهارة عجيبة في نحت الحجارة الصماء ، وتكييفها بالشكل الذي يريدونه ، فمنها الملساء ، ومنها الخشن ، ومنها المستدير ، ومنها المربع ، ومنها الأسطواني ، ومنها المخروطي ، ومنها المنقوش المزخرف ، ومنها التي لا نقش فيها . والحاصل أنه ما كان يوجد من يعرف ذلك في بلدة من البلدان مثل معرفة أهل مكة ، ومثلهم في ذلك أهل المدينة المنورة ، وليت هذه الصناعة لم تندثر) .
وكانوا عصبة في المعاملة حيث يجتمعون في المقاولات الكبيرة ويشتركون في الصياغات البنائية ، وفي المناقصات المعمارية ، وتنفيذ الأعمال والمشاريع الاستثمارية .
وكانوا قبل مجيء السيارات (الناقلات والقلابات) يستعينون بالحمير (الحمارة) وغيرها لإيصال مواد البناء إلى مكان العمل سهلاً وجبلاً .
وكان لهم شيخهم في هذه المهنة كغيرهم من أصحاب المهن ، وكان هناك (حمارة) وهم أصحاب الحمير ، خاصة في تجهيز ونقل المواد من مكانها إلى مكان العمل أينما كان .
وكانوا معروفين بالخبرة الواسعة ، والمهارة والدقة في البناء ، وكان لهم وجودهم وظهورهم المميز في مكة والمدينة والطائف وجدة وغيرها من مدن المملكة كينبع وتبوك .
أما اليوم فلم يبق منهم إلا القليل ، بل أقل من القليل ، متعهم الله بحياتهم وأسعد أحوالهم ، لما يرون من تلاشي صنعتهم واستبدالها بهذه المكائن الكهربائية والسيارات (الخلاطات الجاهزة) .

البنيان : قرأت في العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي عن البنيان ما يأتي :
قال النبي صلى الله عليه وسلم (من بنى بنياناً فليتقنه) ، وقالت الحكماء : لذة الطعام والشراب ساعة ، ولذة الثوب يوم ، ولذة المرأة شهر ، ولذة البنيان دهر ، كلما نظت إليه تجددت لذته في قلبك وحسنه في عينيك ، وقالوا : دار الرجل جنته في الدنيا ، وقالوا : ينبغي للدار أن تكون أول ما يبتاع وآخر ما يباع ، وقال يحيى بن خالد لابنه جعفر حين اختط داره ليبنيها : هي قميصك إن شئن فضيق وإن شئت فوسع ، وكتب عامل لعمر بن عبد العزيز يستأذنه في بناء مدينة فكتب إليه : ابنها بالعدل ونق طرقها من الظلم .

درجات المعلمين وألقاب العُمال
للمعلمين والعمال درجات وألقاب فيما بينهم ، حيث لا ينتقل أحدهم من درجة إلى درجة عمل أرقى إلا بعد أخذ إذن من المعلم الكبير ، هذا إذا صلح أحدهم بعد التمرين والعمل الكثير لأن يكون بناء يستقل في بناء البيوت بنفسه ، وأذن له المعلم الكبير بذلك بعد أن يشرب الجميع عنده القهوة المعمولة بالحليب واللوز .
أما المعلم فإنه يرقى درجة واحدة فيكون (الريس) .
وكانوا إلى سنة 1375هـ يبنون بيوتهم من حجارات جبال مكة بعد تكسيرها فلما جاء الإسمنت إلى البلاد في سنة 1375هـ صاروا يبنون به وإليك أخي القارئ ترتيب تلك الألقاب والدرجات :
1 – الريس : وهو مهندس المنازل والعمارات وتحت إمرته جميع المعلمين والعمال ، وكلهم يتلقون أوامره ، والريس وجميع أنواع العمل كلهم من مكة المكرمة ليس بينهم أحد غريب ، وهذه بالطبع قبل عصرنا الحاضر .
2 – المعلم : هو الذي يشتغل بيده في البناء وهو المسؤول عن قوة البناء وضعفه ، ويشتغل في البناء حسب ما رسمه له الريس من الهندسة والتخطيط .
3 – القراري : وهو الذي يصلح الأحجار المأخوذة من الجبال ، بمعنى أنه يكسر من أطراف الحجر ، كل ناتئ منه ، وكل ما ضعف من أجزائه المستدقة ، حتى يبقى نفس الحجر صلباً من جميع الأطراف .
4 – الفلاتي : بفتح الفاء واللام المخففة ، وهو الذي يأتي بالأحجار عند القراري ليصلحها .
5 – المُروج : بضم الميم وفتح الراء ، وكسر الواو المشددة ، وهو الذي يناول المعلم النقل بفتح النون والقاف وهو الذي يناول المعلم الأحجار الصغار والخفيفة الرقيقة ، ليضعها تحت الأحجار الكبيرة أو بينهما حتى تستقيم ولا تتحرك .
6 – الخلاط : وهو الذي يخلط التراب بالنورة ويعرف قياسهما ومقدارهما ، ثم يعجن ذلك بالماء ويجعله طيناً صالحاً للبناء .
7 – الطيان : بتشديد الياء المفتوحة ، وهو الذي يناول الطين للمعلم ليبني به ، يناوله في المركن – بكسر الميم وسكون الراء – وهو ماعون خاص يوضع فيه الطين بقدر ما يحتمله الرجل ويمكنه رفعه ومناولته للمعلم .

كل هذه الأمور كانت في عمل بناء البيوت والعمارات بالحجار الجبلية والنورة البلدية بمكة المكرمة ، وقد تغيرت الأوضاع بل اندثر العمل والبناء بالأحجار والنورة البلدية فأصبحت البنايات كلها بالإسمنت والحديد .
ويعمل أفراد هذه المجموعة تحت امرة أحد المعلمين المخضرمين في المهنة ، وكان يحظى باحترام الجميع ، لأنه صاحب الفضل في تعليمهم المهنة ، وباسمه وسمعته تحدد جودة العمل فإذا عصى أحد من العمال أمره فإنه يوقع عليه العقاب المنع أو الطرد من المهنة ويحترم الجميع قراره ، والمنافسون عليهم احترام قرار العقوبة في شأن عامله العاصي حيث لا يقبل أحد بتشغيله دون إذنه . ومن العادات الحسنة أن المعلم المقاول يرعى مستخدميه ويقرضهم ويزوجهم ويعلمهم حتى يصبحوا مقتدرين على أداء العمل ، وكان الجميع يتقاضون أجرهم (باليومية) ولم تؤمن هذه المهنة مستقبلهم المادي ، حتى أنهم في شيخوختهم نراهم يبدون تذمراً ، مما آلت إليه ظروفهم المادية .
وللتاريخ ، فهناك المعلمون الكبار ، مثل المقاولين في الوقت الحاضر يقومون برعاية عمالهم وتربيتهم وتزويدهم بالمال على سبيل القرض وتزويجهم وغير ذلك .

ورش الحجارة واللغمجية بمكة
الورشة : هي المكان الذي يعمل فيه الحجارة – أهل صناعة الحجر – بعد ضربها وكسرها من الجبل لتجهيزها لتكون صالحة للبناء ، ويستخدمون في ذلك أداوات : (الديناميت) وبعض المعاول الحديدية ، ويسمونها (الفاقوش) والمطرقة ، والرش مثل معامل الطوب ومصانعه حالياً ، وكان هناك الكثير من الورش بمكة التي تجهز الحجارة ، فمنها على سبيل المثال :
ورشة في (أبو لهب) : من الجهة الشمالية ، فتكون قريبة لمن في تلك الجهة كجرول والبيبان والشهداء .
وفي المسفلة : من الجهة الجنوبية كذلك ، وفي المعابدة : وفي الحافير ، وفي شعب عامر ، وجياد ، وكانت مجهزة بالمواصلات وهي (الحمير) لايصال الحجارة إلى مكان العمل بأجرة مقدرة معلومة ، وكان أصحاب الورش يتفننون في نقش الحجر ليصبح نامعماً أملس ، حيث يساعد (القراري) والمعلم والفلاتي ، والمروج في إخراج البنيان في صورة حسنة ، تسر الناظرين ، وتريح (المنقل) من تعب التعديل والتقويم .
وكذلك المعلم له دور فعال في رص الحجارة بيده ، وتقويمها بميزانه (الخطي أو المائي) وربما استغنى عن الميزان بعدالة الحجارة ونعومتها وملاستها فيكون البنيان مثل المسطرة القائمة .

وما ذاك إلا من (المعلمانية والحرفنة) في التكحيل الجميل للحجارة المكحلة على يد المعلم الماهر الباهر .
ويقول الكردي : (وكان نقل الأحجار التي تكسر من جبال مكة المكرمة لبناء البيوت والعمارات في داخل البلدة ، يتم بواسطة الحمير فيعملون لكل حمار من أخشاب الأشجار القوية أربع مثلثات متساويات الساقين ، ثم يجعلون كل مثلثين متقابلين بينهما نحو نصف متر ثم يوصلون رأسها بخشبة كما يوصلون رؤوس ساقيهما بخشبة أيضاً ، ثم يجعلون بين ساقيها خشبتين أيضاً فيكون كل مثلثين بمثابة قطعة واحدة وسطهما حال ثم يضعون كل مثلثين في جانبي الحمار من فوق البردعة بعد ربط أطراف ساقيهما ببعضها بحبل غليظ قوي ثم يجعلون قطع الأحجار المكسرة من الجبال في داخل المثلثين من الجانبين في كل جانب نحو أربعة أحجار أو خمسة بحسب كبر الحجارة وصغرها ثم يأتون بها فوق الحمير من محل تكسير الجبال إلى داخل البلدة حيث يتم البناء ، وكذلك كان الأمر بالنسبة لنقل النورة بواسطة الحمير بعد وضعها في كيس من الخيش .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-matar-makkah.yoo7.com
 
الحرف والصناعات بمكة المكرمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مساجد تاريخية بمكة المكرمة
» مدرسة الفلاح بمكة المكرمة
» مدرسة الشرطة بمكة المكرمة تاريخيا
» عملة قديمةضربت بمكة المكرمة 1430هـ
» حي الجودرية بمكة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع آل مطر مكة المكرمة AL-MATTAR-MAKKAH :: منتدى آل مطر العام :: تراث مكة المكرمة وشخصياته-
انتقل الى: